صوت مصر والعالم
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير قطب الضويمدير الموقع هدير الضوي
أهم الأخبار
الواحي: حكم المحكمة الدستورية بالغاء تثبيت الايجار القديم نقطة تحول هامة سمر نديم تشعل مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تأدية مناسك العمرة الدكتور محمود محيي الدين يوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة بمناسبة انتهاء عمله بصندوق النقد الدولي فرج عبد الظاهر: دراسات الجدوى تساعد على اتخاذ القرارات المستنيرة نرفض السياسات الأحادية لإثيوبيا في قضية سد النهضة لأول مرة في مصر: ”سمر نديم” تطلق أول خمار كوري ملكي من تصميمها بالأسواق توجيهات الرئيس السيسي بشأن تعديلات قانون الحبس الاحتياطي ضمانة هامة لحماية حقوق الأفراد فرج عبد الظاهر: رد الضريبة تسهم في تحسين التدفقات المالية للشركة الواحي: أزمة انقطاعات الكهرباء خلقت دروسا مستفادة في التعامل مع الأزمات دكتور محمود محيي الدين: حاجة ملحة لتطوير وإصلاح هيكل التمويل العالمي بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الواحي: حملة حياة كريمة لترشيد الاستهلاك تخفض من فاتورة الطاقة تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات لأوكرانيا

فن وثقافة

بروفايل… أشرف عبد الغفور «ملح الفن».. أن تولد هاويا وتموت نجما

الفنان الراحل أشرف عبد الغفور
الفنان الراحل أشرف عبد الغفور

ينطلق الاسم عاليا في فضاء القاعة الواسعة يرتفع دوي التصفيق والهتافات المباركة، يخطو النجم الثمانيني بحركات رشيقة على خشبة المسرح التي ألفها منذ كان شابا يتلمس خطواته الأولى، فتلك الخشبة المباركة تعرفه جيدا، عليها ولد فنيا، وعليها وقف أمام عمالقة الفن يستسقي تعليمه ويشكل موهبته الخام، وعليها أيضا أثبت نفسه كممثل من طراز فريد يختص لنفسه بفنون الأداء التي لم يسبقه إليها أحد، وعليها يكرم عن مسيرة طويلة من الإبداع والعطاء الفني والإنساني، وكما كان المسرح هو نقطة البداية في مسيرة أشرف عبد الغفور، كان المحطة الأخيرة، فحصل الفنان الراحل على تكريمه الأخير في ختام المهرجان القومي للمسرح المصري.

طفولة يغذيها الفن

هبة ربانية فاض بها الله على الطفل المولود عام 1942، فوجد حب الفن يتسلل إليه قبل أن يجد فرصة لتفسير هذا الحب، تعاون مع أصدقائه في حي الجيزة وبنوا خشبة مسرح وكونوا فريق تمثيل، قدموا من خلاله مسرحيات نجيب الريحاني، ودعوا أهالي الحي لمشاهدة تلك العروض، وكان لدعم الأسرة دورا كبيرا في تعزيز ثقة الفنان المستقبلي في نفسه، حيث عرف عبد الغفور» النجومية منذ الصغر بعد ما أصبح رئيسا لفريق التمثيل في مدرسة الجيزة» الثانوية، ويشارك في بطولات تمثيل على مستوى الجمهورية.

مع بداية المرحلة الجامعية، لم يستطيع أشرف عبد الغفور التخلص من حب الفن الذي أصبح يجرى داخله مجرى الدم، بالرغم من التحاقه بكلية تجارة جامعة عين شمس، إلا أن خبر افتتاح المعهد العالى للسينما بعد شهرين فقط من التحاقه بالدراسة الجامعية، سلب لبه فقرر التقدم بأوراقه في المعهد، وبالفعل نجح في الاختيارات والتحق بقسم التمثيل، لكنه لم يستطيع التوفيق ما بين دراسة التجارة والتمثيل في نفس الوقت، ليقرر ترك الدراسة في كلية التجارة بعد عامين والتفرغ للمعهد.

الطريق إلى المجد

بدأ الفنان الشاب يخطو خطوات أكثر جدية في مشواره الفني، إذ قاده القدر لتقديم أول أعماله مع فرق التليفزيون المسرحي في مسرحية بعنوان جلفدان هانم» من إخراج عبد المنعم مدبولي وبطولة مجموعة من أبرز نجوم المسرح، ليبدأ عبد الغفور» اكتساب خبرة كبيرة في المجال العملي، ومن المسرح إلى السينما، قدم عددا من الأدوار الصغيرة في أعمال سينمائية مهمة منها قصر الشوق» للمخرج حسن الإمام و القاهرة 30» للمخرج صلاح أبو سيف.

شكلت القرأة وإجادة اللغة العربية وقواعدها جزء كبير من شخصية أشرف عبد الغفور، وتأثر الفنان الشاب منذ نعومة أظافره بأعمال أديب نوبل نجيب محفوظ، ما ساهم في تشكيل ذائقته الأدبية، حتى أنه كان يتمنى تقديم شخصية حسنين» من رواية بداية ونهاية»، وهي الشخصية التي قدمها الفنان عمر الشريف، في الفيلم المأخوذ عن الرواية، الذي حمل توقيع المخرج صلاح أبو سيف.

شخصية سامي» في مسلسل القاهرة والناس» لعبت دورا مهما في تقديم الفنان الشاب للجمهور عام 1967، ومن بعدها بدأ في تقديم أدوارا بمساحات أكبر كوجه جديد صاحب إطلالة هادئة رومانسية، لكن عبد الغفور» تمرد على تلك النوعية الأدوار خوفا من التنميط، فقرر خوض تجارب شكلت تحدى أمامه بتقديم أدوار الشر التى تستفز قدراته كممثل، حتى أصبح أحد أبرز نجوم التليفزيون المصري لفترة طويلة، ونجح في الوصول إلى النجومية دون أن يسعى إليها.

300 وجه في 60 سنة

بلغة عربية صحيحة ونبرات عميقة، ممزوجة بأداء قادر على اختراق المشاهد، نجح أشرف عبد الغفور أن يفسح لنفسه مكانة خاصة في الدراما التاريخية والدينية، فقدم مجموعة من الأعمال المهمة التي ما تزال علامات بارزة في تاريخ الدراما المصرية، منها محمد رسول الله»، الإمام مالك»، نور الإسلام»، رسول الإنسانية»، ابن تيمية»، القضاء في الإسلام» وغيرها من الأعمال، كان ميل عبد الغفور» لتقديم تلك النوعية من الأعمال الدرامية واضحا للغاية، فكان موقن أنها ستُقدم معلومة وقيمة ورسالة للجمهور.

ما بين الريس طوبجي» الفدائي الثأئر في زيزينيا»، و حكم» الأخ الحاقد في جبل الحلال»، وغيرها من مئات الشخصيات التي تنقل بينها الفنان أشرف عبد الغفور، بمنتهى السلاسة في الدراما المصرية، وكانت بوابة مرور إلى قلوب الجماهير التي رافقته في مشوار حياته عرفته شابا هاويا وأبصرته نجما بازغا قاربت أعماله من تجاوز 300 عمل على مدار 60 عاما.

والمسرح له رصيد كبير من النجاح في مسيرة أشرف عبد الغفور الفنية، فلم تنقطع صلته بالمسرح، رغم نجاحه التليفزيوني، فقدم مجموعة متنوعة من الأعمال التي كانت بمثابة بصمات لا تنسى في تاريخ المسرح المصري والعربي منها: سليمان الحلبي»، ليلة مصرع جيفارا»، وطني عكا» و النار والزيتون»، بالإضافة إلى الملك لير».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1694518953288-0'); });