زكريا الحجاوي، عاشق المداحين الذي وضع نواة المسرح الغنائى ورثاه محمد طه يأغنية شهيرة يرددها المصريون
أثرى الكاتب الشعبى الراحل زكريا الحجاوى مجالات الفن على اختلاف أنواعها الإذاعة والصحافة والسينما والمسرح والتليفزيون بمجموعة متميزة من الاعمال الشعبية التي تعبر عن التراث والتي مازالت علامة في طريق الفن المصرى ليستحق عن جدارة لقب رائد الفن الشعبى، رحل فى مثل هذا اليوم 7 ديسمبر 1985..
والفنان زكريا الحجاوى هو أحد أهم رواد الفن الشعبى المصرى الذى طاف البلاد الفنون الشعبية هى تلك الفنون المرتبطة بأصالة الشعوب وتراثهم، بل وعاداتهم وتقاليدهم، معبرة عن فئاتهم المختلفة، ومن هنا لاقت أعماله استحسانا كبيرا لدى الجماهير، واكتسبت شعبية جارفة، حيث كان الناس يلتفون حول أجهزة الراديو في البيوت والمقاهي ـــ في أوقات إذاعتها ـــ يرددون أغانيها، حيث وجدت صداها في وجدان عموم الشعب بكافة طبقاته، لتعبيرها عن الجماهير الشعبية البسيطة وكشفها الجوانب العميقة من الهوية المصرية.
Advertisements
الانسان هو مادة الفن الشعبى
عن الفن الشعبى الذى استلهم زكريا الحجاوي مفرداته في أعماله الغنائية الشعبية قال الحجاوي: الفن الشعبي مادته الإنسان، وهو المدخل الطبيعي إلى «الأنثربولوجي» لأن العادات والتقاليد مكونة من مزيج اجتماعي يصبه المجتمع في الإنسان، فنحن نغني من وجهة نظر الإنسان، فيخرج فنًا مُعبِّرًا عن العادات والتقاليد وما يدور في أعماق الإنسان سواء على شكل أغنية أو بالحركة والرقصة، وبلورة أشواق الإنسان وهمومه من خلال هذا الفن أو ذاك.
الفنان زكريا الحجاوى
قدم زكريا الحجاوى اثنين وسبعين عملا اذاعيا مابين سيرة شعبية وملحمة واوبريت من هذه المسلسلات من تأليفه وتلحينه أيضا: ابنن عروس، سداح مداح، الارملة العذراء، الحب الأسير، أيوب المصرى، أدهم الشرقاوى، سيد درويش، قصة بنت السلطان،، ابن الهيثم، أبو العريف والتمثيلية الاذاعية " الأم" ، أعاد تصوير بعض المسلسلات الاذاعية تليفزيونيا مع افتتاح التليفزيون في الستينات منها ملاعيب شيحة وكيد النسا وأدهم الشرقاوى
الجاوى والمطربة الشعبية خضرة خضر
مع قيام ثورة يوليو شارك زكريا الحجاوى بأعماله في دعم الثورة وتأييدها فقدم تابلوها باسم " الإصلاح الزراعى " بأداء زوجته المنشدة الشعبية خضرة محمد خضر والمجموعة قال فيه: سيب المراعى يا اقطاعى..أراضينا من انهاردة حتمشى ورانا.
فدادين خمسة
كما قدم زكريا الحجاوى اوبريت الثورة التي غنتها حورية حسن ويقول فيه: طول عمرى لابس خيش..ما كنت انا قالعه / ولا عمرى باكل عيش..من قمح أنا زارعه / الله يخلى الجيش وعساكره منصورين، وفى اوبريت فدادين خمسة التي غناها محمد العزبى قال: اديتنى الثورة خمس فدادين..والله هنيالى بأرضى ياعين / ارضى الغالية بقت ملكى..وبقى خيرها ليا ولولادى..ومن يومها خلاص مابقتش اشكى / واللى نصفنى ربنا يحميه..يخلى ولاده ويخليه.
آه ياليل ياعين
من اشهر ابوبريتات زكريا الحجاوى المسرحية " آه ياليل ياعين " كتبه بالمشارة مع الاديب على أحمد باكثير التي قدمته الراقصة الاستعراضية نعيمة عاكف على المسرح الغنائى من اخراج زكى طليمات وشاركها فيه الفنان محمود رضا بطل فرقة رضا وكان وقتها لايزال شابا صغيرا يعمل في «شركة السويس للبترول»، وكذلك استعان الحجاوي بـ بالموسيقار عبد الحليم نويرة، وعلى اسماعيل» لقيادة الفرقة الموسقية في الاوبريت الذى طاف العالم لعرضه كأول عرض غنائى عربى قدم على مسرح دار الاوبرا فكان نواة المسرح الغنائى الشعبى حيث الملابس الشعبية والالات الموسيقية التقليدية.
كان زكريا الحجاوى أوعى أبناء جيله بغناء كلمات التراث المصرى، وأخلصهم للفنون الشعبية، ما مكَّنه من لعب دور جوهرى فى إحيا ء هذا التراث الغنى الاصيل وحفظها، قبل أن تدخل المفردات الغربية والتكنولوجيا حياتنا، وتحاول العولمة طمس معالم هويتنا الحقيقية.
رثاء الفنان محمد طه
رثى المطرب الشعبى محمد طه عاشق المداحين زكريا الحجاوي فغنى: مصر الجميلة عَلَم أنوارها بعلم الفن..ليك عِزوة في الفن عالية والكرم لمات / يا ما جِبت أدوار وألفت أماني الحب الكل لمات / من صغر سني بأنظم فنون للفن.. من مات وخلّد الفن على الدنيا كأنه ما مات.