رئيس الوزراء العراقي: وضع خارطة طريق للوصول لشراكة استراتيجية مع إسبانيا
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أنه تم وضع خارطة طريق للوصول إلى هدف الشراكة الاستراتيجية بين العراق وإسبانيا في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، قال السوداني - خلال جلسة حوارية لرجال الأعمال والشركات الإسبانية بحضور رئيس الوزراء العراقي ونظيره الإسباني ، وفقا لقناة الإخبارية العراقية - "إن القطاع الاقتصادي من القطاعات التي وضعتها الحكومة ضمن أولوياتها ، حيث نعتمد على الإيرادات النفطية لتغطية احتياجاتنا والتزاماتنا، وهذا خيار غير صحيح في ظل عدم استقرار أسعار النفط ، لذلك كان لابد من استثمار موقع العراق المهم في المنطقة والعالم مما يؤهله لأن يقدم فرصا متنوعة في مختلف المجالات ، بالإضافة إلى أن العراق يتميز بوفرة الموارد الطبيعية والبشرية".
وأضاف أنه تم الإعلان عن عدة إجراءات تفضيلية للشركات الإسبانية للعمل داخل العراق ، وسيتم عقد مؤتمر استثماري دولي قريبا ، لافتا إلى التركيز على بعض المشروعات الهامة والمحورية منها مشروع طريق التنمية وهو الطريق الذي يربط ميناء الفاو بسكة حديد وطريق بري من خلال تركيا ومنها الى أوروبا ، كما سيتم إنشاء عدة مدن صناعية من جنوب العراق إلى شماله لتوطين الصناعات المهمة والتي ستغطي احتياجات العراق والمنطقة والعالم ، ونحن أيضا بصدد إقامة مناطق حرة في مختلف إنحاء العراق.
وفي مجال الزراعة، أكد رئيس الوزراء أنه ضمن توجهنا لاعتماد الإدارة الصحيحة وتنفيذ التقنيات الحديثة لري الأراضي الزراعية بدأنا بخطوات مهمة ، وننفذ خطة زراعية في حدود 5 ملايين دونم ، مشيرًا إلى أن الأراضي التي تنفذ تقنيات الري الحديث لا تتجاوز 30% لذلك فنحن بحاجة إلى هذه الأنظمة الحديثة في إدارة المياه ، منوها بأن إسبانيا متميزة في مجال الطاقة الشمسية وهناك توجه في العراق لاعتماد الطاقة الشمسية في مختلف القطاعات والبلاد مهيأ لهذا الأمر.
وحول إجراءات الحكومة لتسهيل وجذب الاستثمار ، قال السوداني "إن الحكومة وضعت في جدول أعمالها القيام بعدة إجراءات لتسهيل بيئة الاستثمار وجذب المستثمرين وتجاوز الروتين والبيرقراطية ، وتم إقرار مجموعة تعديلات للقوانين التجارية والاقتصادية ضمن هذا الهدف" ، مشيرا إلى أن العراق حريص على الالتزام بالاتفاقيات التي تتعلق بالازدواج الضريبي والجمركي، كما أن العراق عضو في اتفاقية نيويورك للتحكيم الدولي.
وأضاف أن الحكومة قامت أيضا خلال عام بإنجازات هامة وملموسة في النظام المصرفي والمالي ، كما أن القطاع السياحي في العراق من القطاعات الهامة والجاذبة للشركات للاستثمار ، وبالنسبة لقطاع المطارات ، فقد عملنا على خطة للنهوض بواقع المطارات العراقية ، وهناك عقد تم توقيعه مع مؤسسة التمويل الدولية لإعداد محفظة استثمارية ستطرح على المستثمرين لتقوية المطارات ، مشيرا الى أن فتح الخطوط الجوية بين العراق وإسبانيا سيكون عاملًا مساعدًا لكل تلك المجالات وتنميتها.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بالأداء الرائع لاقتصاد العراق في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى النجاح السياسي والمصادقة على الموازنة التي ستتيح خارطة طريق لإعمار وتنمية وتحديث البلاد.
وقال سانشيز -خلال الجلسة- إن إسبانيا ملتزمة منذ عهد طويل بالتفاهم مع العراق وهناك هامش لتحسين العلاقات وإثرائها أكثر مما هي عليه حتى الآن"، مشيرًا إلى أننا يمكننا أن نضع اللبنات الأولى للتعاون بين البلدين ليكون أكثر إثمارًا وتنوعًا ، بالإضافة إلى تعاوننا بشأن التحديات التي تواجهنا والطموحات التي نتشاطرها.
وأكد رئيس الوزراء الإسباني اهتمام الشركات الإسبانية للاستثمار في العراق والإسهام في التنمية الاقتصادية وإعادة إعمار البلاد والمساهمة في خلق فرص عمل والتنمية والانطلاقة الاقتصادية للعراق ، منوهًا بأن الشركات الإسبانية لديها المزيد من المزايا وهي متقدمة في العديد من القطاعات بما فيها الدفاع والزراعة والطاقات المتجددة والصحة والنقل.