صوت مصر والعالم
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير قطب الضويمدير الموقع هدير الضوي
أهم الأخبار
الواحي: حكم المحكمة الدستورية بالغاء تثبيت الايجار القديم نقطة تحول هامة سمر نديم تشعل مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تأدية مناسك العمرة الدكتور محمود محيي الدين يوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة بمناسبة انتهاء عمله بصندوق النقد الدولي فرج عبد الظاهر: دراسات الجدوى تساعد على اتخاذ القرارات المستنيرة نرفض السياسات الأحادية لإثيوبيا في قضية سد النهضة لأول مرة في مصر: ”سمر نديم” تطلق أول خمار كوري ملكي من تصميمها بالأسواق توجيهات الرئيس السيسي بشأن تعديلات قانون الحبس الاحتياطي ضمانة هامة لحماية حقوق الأفراد فرج عبد الظاهر: رد الضريبة تسهم في تحسين التدفقات المالية للشركة الواحي: أزمة انقطاعات الكهرباء خلقت دروسا مستفادة في التعامل مع الأزمات دكتور محمود محيي الدين: حاجة ملحة لتطوير وإصلاح هيكل التمويل العالمي بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الواحي: حملة حياة كريمة لترشيد الاستهلاك تخفض من فاتورة الطاقة تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات لأوكرانيا

دين ودنيا

مولد علي زين العابدين … أسراره وكراماته وسر تسميته.. والصوفية تحتفي بمسجده غدا

مسجد الإمام علي زين العابدين
مسجد الإمام علي زين العابدين

مولد علي زين العابدين، هو أحد الاحتفالات الكبرى التي يتوافد عليها أبناء الطرق الصوفية، الذين شدوا إليه الرحال بعد أقل من يومين على اختتم احتفالاتهم بمولد السيدة نفيسة رضي الله عنها.

الصوفية تحتفي بمولد زين العابدين

وقد عرف زين العابدين بالسجاد، وفي سر تسميته بالإمام السجاد يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: «سيدنا علي زين العابدين كان يسمى بالسجاد، وذلك لأنه كان يكثر من السجود خارج الصلاة وهذا شئ لم يفعله الصحابة ولكنه وجد قلبه في هذا . وقد فهم سيدنا على زين العابدين معنى حديث سيدنا ﷺ : (فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ)».

والإمام زين العابدين علي ابن الحسين عليهما السلام، ولد في الخامس من شعبان عام ٣٨ هـ، بالمدينة المنورة، و قيل الخامس عشر من جُمادى الآخرة.

وقد عايش الإمام السجاد عصور إمامة جده الإمام علي بن أبي طالب سنتين وإمامة عمه الإمام الحسن عشر سنوات و إمامة والده الإمام الحسين إحدى عشر سنة، وقد عاش بعد شهادة والده أربع و ثلاثين سنة، وجاء في بعض المصادر القديمة يسمى الإمام زين العابدين علي الأكبر، ولكن اسم علي زين العابدين هو الذي انتشر أكثر لمنع الالتباس بينه وبين علي الأكبر ابن الإمام الحسين الذي استشهد في يوم عاشوراء.

كما أن الإمام زين العابدين لم يكن بامكانه أن يُقاتل إلى جانب والده في كربلاء في يوم عاشوراء بسبب مرض شديد حل به ومنعه عن المشاركة في القتال. لما قتل جنود يزيد اثنين من أبناء الإمام الحسين و الذَين كان اسمهما علي أي علي الأكبر وعلي الأصغر كانوا مُقتنعين أنهم قتلوا الإمام الذي كان سيأتي بعد الإمام الحسين.

وكان ذلك مما زاد في دهشة يزيد لما رأى الإمام السجاد علي ابن الحسين بين الأسرى الذين جيئ بهم من كربلاء. عندما رآه يزيد أراد قتله فورأً من خوفه و لكن عمته زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب حالت بينهم وبينه. كل ذلك والمرض الذي كان ما زال يعاني منه الإمام جعلا يزيد يتجنب الفضيحة وأعرض عن قتله.

ساهمت نشأة زين العابدين في بيت النبوة في بلورة شخصيته التي اتسمت بالعلم والورع والتقوى وإيثار الآخرة على الدنيا، العلم شهد الكثير من العلماء بأنّ زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه كان أعلم أهل الأرض في حينه ومنهم: الإمام الزهري، وسعيد بن المسيب، وسفيان بن عينة، ولعل أشهر ما ينسب إليه صحيفة تسمى الصحيفة السجادية وفيها عبارات بليغة في الدعاء لله والتوسل إليه .

سمي بـ زين العابدين لكثرة عبادته كما قال عنه الامام مالك، وشهد له الإمام الشافعي بأنه أفقه أهل المدينة واشتهر بالورع والطاعة والتقوى والزهد، وقد حضر علي مع ابيه الحسين "كربلاء" لكنه لم يشارك غي القتال لأصابته بالحمى.

وروى الذهبي عن محمد بن إسحاق ما قاله عن زين العابدين وإحسانه : "كان ناس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل"، فكان زين العابدين يخرج يوميًا في الليل يوزع الصدقات سرا على بيوت الأرامل والمساكين دون أن يكشف عن هويته.

توفى الإمام زين العابدين في محرم عام 95 هجريًا وقيل إن سبب الوفاة هو "السم" وقد دسه له الوليد بن عبد الملك بن مروان. وقد دفن بالبقيع بجوار عمه الحسن بن علي، أما الضريح الموجود بالمسجد، مدفون به رأس ابنه الإمام زيد بن علي الذي قتله هشام بن عبد الملك بعد ثورته عليه، وقد أرسل هشام رأس زيد إلى مصر لينصب على جامع عمرو بن العاص بسطا لنفوذه وتخويفا لرعاياه هناك ويروى أن عدد من المصريين أخذوا الرأس ودفنوه بموقعه الحالي.

وكان مما قاله الإمام زين العابدين علي بن سيدنا الحسين رضى الله تعالى عنهما : «مَنْ قَنِعَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ فَهُوَ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ».

وعنه قال الفرزدق الشاعر في مدح آل البيت في شخص سيدنا علي زين العابدين رضى الله تعالى عنه مبينا فضلهم :

من معشر حبهم فرض وبغضهم ** كفر وقربهم منجى ومعتصم

يستدفع السوء والبلوى بحبهم ** ويستزاد به الإحسان والنعم

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم ** في كل بدء ومختوم به الكلم

إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم ** أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم ** ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

وجاء في وصية زين العابدين علي بن الحسين -رضى الله تعالى عنهما- لابنه : قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر : " أوصاني أبي فقال: لا تصحبن خمسة، ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق. قلت: جعلت فداك يا أبه، من هؤلاء الخمسة؟ قال: لا تصحبن فاسقا، فإنه بايعك بأكلة فما دونها، قلت: يا أبه وما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها. قلت: يا أبه ومن الثاني؟ قال: لا تصحبن البخيل؛ فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه. قلت: يا أبه ومن الثالث؟ قال: لا تصحبن كذابا فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد. قلت: يا أبه ومن الرابع؟ قال: لا تصحبن أحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. قلت: يا أبه، ومن الخامس؟ قال: لا تصحبن قاطع رحم؛ فإني وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع ". [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء]