استراتيجية جديدة.. لماذا فشلت الضربات الأمريكية في إيقاف هجمات الحوثي؟
سلّطت صحيفة آسيا تايمز، الضوء على الضربات المتتالية مابين القوات الامريكية وجماعة الحوثي، لافتة الى أن جماعة الحوثي نجت من سنوات من الغارات الجوية التي قادتها السعودية ودعمها الغرب، واستفادت من حرب غزة لتحقيق تأثير استراتيجي جديد.
تكثف جماعة الحوثي في اليمن هجماتها على السفن في البحر الأحمر، ردًا ظاهريًا على ما تسميه "جرائم الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في غزة - ردت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضربات عسكرية متعددة في الأسبوع الماضي. كما أعادت الولايات المتحدة إدراج الجماعة على لائحة المنظمات الإرهابية العالمية.
الضغط على الحوثي
واشنطن تنفى هجوم الحوثى على سفينة شحن أمريكية بخليج عدن
والأمل هو أن تؤدي هذه الضربات إلى الضغط على الحوثيين، ومع ذلك، لن يحدث وباستثناء الوقف الكامل للحرب الإسرائيلية في غزة والتحول بمقدار 180 درجة في الدعم الغربي للنهج الإسرائيلي، فليس هناك الكثير الذي قد يثني الحوثيين عن تغيير مسارهم في المستقبل المنظور.
وهناك 3 أسباب رئيسية وراء ذلك، ولا يتعلق أي منها في الأساس باستراتيجية إيران الإقليمية.
والسبب الأول والأكثر وضوحًا هو أن حركة الحوثي، التي يُعرف جناحها السياسي باسم أنصار الله، قد صمد بالفعل أمام سنوات من الضربات الجوية في حربها مع التحالف الذي تقوده السعودية ويدعمه الغرب في الفترة من 2015 إلى 2022.
وقبل ذلك، خاض الحوثيون ستة حروب ضد الحكومة اليمنية المركزية في الفترة من 2004 إلى 2010. وحرب العصابات ليست جديدة بالنسبة لهم، كما أن مضايقة السفن قبالة سواحلهم لا تتطلب أسلحة متطورة.
كما ساعد الحصار الذي رافق معظم فترات الحرب الأخيرة التي تشهد حاليا هدنة هشة الحوثيين على ضبط شبكات تهريب الأسلحة من إيران، فضلا عن إنتاج الأسلحة المحلية الخاصة بهم.
ونتيجة لذلك، فمن غير المرجح أن توجه الضربات الجوية وحدها ضربة قاضية لقدراتهم العسكرية، ومن المؤكد أنها ستزيد من شهيتهم للقتال.
جاء ذلك لأنهم يستطيعون - للمرة الأولى - تأطير أفعالهم بقوة أكبر في سياق القتال ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، بموجب شعارهم: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام."