في يومه العالمي.. الدستور يكشف الآثار النفسية للختان على الفتيات
يوافق 6 فبراير اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث يوم توعية عالمي ترعاه اليونيسف، أتت الفكرة من ستيلا أوباسانجو في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو 2005 ثم الأمم المتحدة يصوبها بالسعي لجعل العالم يعي مدى خطورة ختان الإناث وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.
ظلم تحت مبرر الشرف
يظلم المجتمع المصري المرأة من خلال "الختان"، فوضعها فى موقف مؤلم له آثار شنيعة لا تحصي سواء جسدية أو نفسية، يبرره بالنسبة للمجتمع "الختان"، من أجل الحفاظ على عفة الفتاة.
“الدستور” يفتح الباب لهذا الحوار والمناقشة من جميع الجوانب الجسدية والنفسية ورأي الدين والقانون.
الضرر النفسي الناتج عن الختان
أوضح استشارى الطب النفسي د.جمال فرويز ”أن السيدات يعانين معاناة الكبيرة مع أزواجهن بسبب عدم إتمام العلاقة الزوجية والعلاج هنا يستغرق وقتا طويلا وهذا يحدث نتيجة لخوف الزوجة الشديد، كما تعاني بعض الزوجات من البرود الجنسي وايضا هناك سيدات مجرد ما يتعرضن لأي جرح حتى لو طفيف يحدث لهم ما يسمى بـ“إضطراب الذكرايات السيئة ”وهذا بسبب الألم الذي شعرت به اثناء الختان.
وتابع لـ"الدستور"، إن الفتيات تتعرضن لإضطرابات النوم فيأتي لها كوابيس تؤرقها، مؤكدًا أن الفتيات يلجئن للعلاج النفسي بعد معاناة مع أطباء النساء والتوليد وإخبارهن بضرورة الذهاب إلي طبيب نفسي، وليس ذلك فقط بل أن الفتيات اللاتي سمعن قصصا أخريات مروا بتجربة الختان سواء صديقات أو جيران يحدث لها حالة من الخوف ايضا، وقال إن العلاج النفسي يختلف من فتاة إلى أخري لكنه في العموم يأخذ وقتا طويلا، وقال إن السبب في هذه الأذمة هم الفئة التي تدعي أنهم رجال دي، ويري أنه من الضروري أن لا يرتدي زي الدين أو يتحدث اسم الدين سوى علماء الأزهر الشريف، وأكد على ضرورة وأهمية الوعي بخطورة هذه القضية ومعرفة آثارها.
رأي الدين في "ختان الإناث"
وحرم الختان جميع الشرائع السماوية، فتقوم الجهات الدينية الإسلامية الرسمية المتمثلة في "دار الإفتاء المصرية" و"الأزهر الشريف" بتوعية من فترة إلى أخري لذم هذه العادة السيئة وتصحيح الخرافات وتشجيع المواطنين على التحلي بالوعي الصادق والتدين الصحيح.
وتواصلت “الدستور” مع الشيخ "إبراهيم عبدالراضي" أحد علماء الأزهر الشريف الذي أكد أن ختان الأناث فيه نهي صريح من الرسول صلي الله عليه وسلم، وبعد المجامع الفقهية ومنظمات الصحة العالمية وثبوت الضرر على الإناث في الوقت المعاصر فإن ختان الإناث لا يجوز لإن القاعدة الفقهيه تقول "الضرر يزال، ولا ضرر ولا ضرار"، والوجوب إنما هو في ختان الذكور فقط، وختان الإناث يترتب عليه ما يترتب عليه من ضرر، لذلك فالإنتهاء عنه يؤدي الى السلامة والحفاظ على صحة الإناث، وبخصوص إستدلال بعض الناس بحديث الرسول الذي به أن الختان من فطرة فالمقصود بالختان هنا هو ختان الذكور.
وأكد أن حل المشكلة والحد منها يتطلب التوعية الصحية والمجتمعية والإعلامية ونشر الضرر المترتب بسبب الختان، ويجب على الأطباء توضيح الأثار المترتبة وتوعبة الناس أن هناك ضررا متيقنا بسبب الختان والقيام بنشر توعية عبر مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة فبالتالي يستوعب الناس ضرورة الإمتناع عن الختان لما به من ضرر وأذي وتبيين بشكل طبي الأثار المترتبة على الختان.
وفيما يلي رصد لحملات توعية ضد الختان
زادت مؤخرا حملات التوعية بمخاطر ختان الإناث وأثاره المدمرة وتبيين الجرم القانوني لمن يقدم على فعل هذه الجريمة التي يتم فيها إنتهاك أجساد الفتيات والتعدي على حقوقهن، وتقديم ندوات ونقاشات مع رجال دين وأطباء تبين أهمية إكتساب وعيا لحماية الفتيات.
حملة إحميها من الختان
هى حملة توعوية أطلقتها اللجنة الوطنية لمناهضة حقوق الإناث والمجلس القومي للمرأة وقاموا بالعديد من الانشطة والتدريبات التي تمثلت في الدورات التدريبية وبرنامج تدريبي كامل تحت شعار“ دوائر ”يهدف الى توفير مساحة أمنة للفتيات للتحدث عن تجاربهن، وأنشطة توعوية منها منها لقاءات تشاورية ومؤتمرات صحفية وحملات طرق الأبواب وتقديم إعانات مادية ومعنوية ومساعدات كقوافل طبية، كما تم بث ثماني رسائل إعلامية ذاعية في18محطة محلية وإقليمية و16 فيلما توعويا تم نشره على صفحات التواصل الإجتماعي للمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة.
حملة جسمها مش ملكك
بالتعاون مع سبيك اب أطلق مركز تدوين لدراسات النوع الإجتماعي حملة بعنوان“ جسمها مش ملكك”، وتهدف الحملة لتسليط الضوء على الضرر الذي يترتب على الختان وردم التفاصيل الشائعة حول فوائدها، وتهتم الحملة بنشر قصص حقيقية لنساء تعرضن لهذه الممارسة، وذكروا وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة ان مالا يقل عن 200 مليون إمرأة في 31 دولة في العالم تم تشويه أعضائها وأن أكثر من نصف النساء اللاتي يخضعن للختان يعشن في مصر واثيوبيا واندونيسيا.
مجلة نور وحملتها ضد الختان
وقدمت مجلة نور للأطفال الصادرة عن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر حملة توعية مجتمعية ضد ختان الإناث، وذلك من خلال قصة“ انتصار فتاة من إدكو ”وناقش من خلالها ماهية موضوع ختان الإناث وأضرتره النفسية والإجتماعية على الفتيات وموقف الإسلام منه.
حملة شهر بدور
نظم المجلس القومي حملة أسماها ب ”شهر بدور ”نسبة إلي الطفلة بدور التي توفيت أثر خضوعها للختان في 2007 بمحافظة المنيا، وتهدف الحملة للتوعية بالأثار النفسسية والجسدية الناتجة عن الختان وتوضيح عقوبتها القانونية.
العقوبة القانونية لجريمة الختان
القانون يتعامل بصرامة مع هذه القضية الخطيرة لضررها الشديد والمؤثر على حياة الفتيات وصحتهم الجسدية والنفسية، ولإنتهاك أجساد أطفال أبرياء بحجة العفة.
وقال خبير القانون عبدالرازق مصطفى إنه قبل ذلك عند حدوث جرائم ختان كانوا يحاولون الإستناد إلى مادة 242 من قانون العقوبات، مع محاولات كثيفة في المجلس التشريعي إلى أن صدر نص صريح إلحاقا بمادة 242 ينص على عقوبة الطبيب او الشخص الذي يقوم بعمليات الختان أو من قدم الفتاة لختانها سواء ابوها او أحد من أقاربها وكل من ساهم في حدوث تلك الجريمة، والعقاب يبدأ من سنة فأكثر فقد يصل العقاب للسجن خمسة عشر عاما أو في حالة وفاة الطفلة تصل العقوبة إلى مؤبد، وصرح أن القضايا والحكم بها يختلف على حسب حجم التأثير الطبي الذي حدث للطفلة
أضاف لـ “الدستور” انه في الماضي لم يكن هناك قانون يجرم الختان لكن الأمر إختلف كثيرا الأن، مضيفا أن نوال السعدوي هى أول من طالبت بتجريم الختان ويوم ما توفت أو بعد موتها بيوم صدر قرار بتعديل قانون العقوبات المادة 242 بإضافة وإلحاق تجريم الختان وعقوباته، وقال أنه طبقا لقانون الطفل أي شخص يري جريمة في حق الطفل كالختان فله الحق في تبليغ الجهات المختصة.
واستكمل: شهد تبليغات عدة من جيران بلغوا بحدوث جريمة الختان في قرى ريفية وتم بالفعل إنقاذ العديد من لأطفال، وأضاف مؤكدا أنه لا يوجد تشريع يتم تطبيقه إلا مع إرادة سياسية وحملات توعية للمواطنين على الأرض، اذا فحملات التوعية موازية للتشريع المطبق وبموجب هذا فالتشريع بالفعل يأخذ سياقه الرسمي على أرض الواقع ويبدأ الناس باستيعاب أن هذه جريمة، فختان الإناث لا يسيمي ختانا مجردا بل هو جريمة يطلق عليها جريمة ختان الإناث لإن هذا هو المسمي الرسمي ليها.
وأضاف جملة قال أنه لا ينساها ابدا سمعها من سيدة تبلغ من العمر سبعون عاما قالتها من خلال إحدى حملات التوعية في المناطق الريفية وقالت في نهاية الجلسة “ انا دبحوني وانا صغيرة، وانا مكنتش فاهمة ده كويس انكم قولتولي عشان ألحق أنقذ أحفادي”..
الختان بين الريف والمدن
لم يعد من المعتاد التعرض لمشهد حفلات ختان الإناث بالقاهرة نظرا لانتشار النظرة المجتمعية السلبية لتلك العادة، حيث تشير إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن النسبة تقل في الحضر عن الريف، فبلغت في المدينة 9.5%، مقابل 16.9% في القرى، إذ تنخفض نسبة تعرض البنات للختان بزيادة المستوى التعليمي للأم، حيث رصد الجهاز أن محافظات (قنا – بني سويف - أسوان) سجلت أعلى نسب من حيث الأمهات اللاتي لديهن نية لختان بناتهن، بينما سجلت محافظات (مطروح – دمياط - بورسعيد) أقل النسب.
يتم تبرير الختان تبريرا خاطئا على أنه ضرورة دينية من بعض قادة الدين والمجتمع، وتعتقد الأسرة في كونه وسيلة لحماية عفة ابنتهم، وشرطا أساسيا لنجاح العلاقة الزوجية وفقا لليونيسف.
أستاذ النساء والتوليد: لا يمكن أن يشكل الختان أية ضرورة طبية
قال الدكتور حسام الشنوفي أستاذ أمراض النساء والتوليد بقصر العيني، إن الختان يشكل جريمة في معظم دول العالم المتحضر ومن ضمنها مصر، ولا يشكل أي نوع من عمليات القطع في الجهاز التناسلي للمرأة ضرورة طبية، ولا يوجد أي نوع سليم للختان، لأن البعض يحاول الالتفاف على هذا المسمى لجعله مقبولا، فإن أي تعرض للقطع أو تغيير شكل الأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة أو للطفلة القاصر يعتبر جريمة.
وتابع الشنوفي لـ"الدستور"، أن أول نوع من الأضرار نتيجة الختان هي الأضرار النفسية فهي تبدأ من الصدمة النفسية عند التعرض لعملية الختان في الطفولة والتي تستمر معها على مدار حياتها، الأمر الذي يؤدي للاكتئاب المزمن وأمراض الفزع والعصاب، بالإضافة إلى الأضرار الجسدية التي تحدث مباشرة نتيجة عملية القطع، بداية من النزيف الذي قد يؤدي إلى الوفاة التي تحدث كثيرا سواء يتم رصدها أولا نعلم عنها، وقد يحدث التهابات بسبب العدوى نتيجة عدم التعقيم لأن غالبا ما يقوم بهذه العمليات طبيبا غير سوي أو قد لا يكون طبيبا من الأساس، وقد يحدث إصابة لمجرى البول مما يسبب مشاكل في التبول.
أضاف الشنوفي أن الجزء الذي يتم قطعه أثناء الختان هو المسئول عن الحاسة الجنسية والاستمتاع والقدرة الجنسية، ويتسبب الختان في ضيق المهبل وجروح مزمنة مما يتسبب في آلام مزمنة أثناء العلاقة الجنسية، مضيفا أن جراحات التجميل تحسن المشاكل التي تمت نتيجة الجرح والتليفات، لتقليل الألم أو تحسين فتحة المهبل أو فتحة البول، لكنها لا يمكن أن تعيد الأجزاء المسئولة عن الإحساس الجنسي، كما قد تؤدي أماكن الجروح القديمة إلى حدوث التهابات متكررة مثل خراج أو بؤر صديدية متكررة، أو انسداد في مجرى البول الخارجي، فتعيش المرأة عمرها لديها مشاكل في الجهاز البولي وبكتيريا، والذي يمكن أن يؤدي مع الزمن إلى مشاكل في الكلى.
وذكر الشنوفي أن المفاهيم الخاطئة المترسخة وانعدام الضمير المهني قد يجعل بعض الأطباء مقتنعين أنهم يؤدون رسالة دينية بإتمامهم تلك العمليات.