صوت مصر والعالم
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير قطب الضويمدير الموقع هدير الضوي
أهم الأخبار
الواحي: حكم المحكمة الدستورية بالغاء تثبيت الايجار القديم نقطة تحول هامة سمر نديم تشعل مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تأدية مناسك العمرة الدكتور محمود محيي الدين يوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة بمناسبة انتهاء عمله بصندوق النقد الدولي فرج عبد الظاهر: دراسات الجدوى تساعد على اتخاذ القرارات المستنيرة نرفض السياسات الأحادية لإثيوبيا في قضية سد النهضة لأول مرة في مصر: ”سمر نديم” تطلق أول خمار كوري ملكي من تصميمها بالأسواق توجيهات الرئيس السيسي بشأن تعديلات قانون الحبس الاحتياطي ضمانة هامة لحماية حقوق الأفراد فرج عبد الظاهر: رد الضريبة تسهم في تحسين التدفقات المالية للشركة الواحي: أزمة انقطاعات الكهرباء خلقت دروسا مستفادة في التعامل مع الأزمات دكتور محمود محيي الدين: حاجة ملحة لتطوير وإصلاح هيكل التمويل العالمي بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الواحي: حملة حياة كريمة لترشيد الاستهلاك تخفض من فاتورة الطاقة تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات لأوكرانيا

فن وثقافة

عصفور أسوان.. طفل مفتون بصناعة الجلود يفقد حلمه (صور)

رأفت عصفور أسوان
رأفت عصفور أسوان

صبي في عمر الزهور، يطالعك بابتسامة رائقة على وجهه تكشف عن صفين من اللؤلؤ المكنون. له شعر أكّرت وملامح حادة، وكأن طمي النيل العظيم شكل لونه، ونحتت شمس أسوان ملامحه.

يتجول حولك في هدوء يحمل كيسًا بلاستيكيا به حلوى يبيعها للأطفال، مر بجانبي مبتسمًا، في بداية الأمر ظننته أحد أطفال مشروع أهل مصر لدمج أطفال المناطق الحدودية، الذين يقيمون في محافظة أسوان منذ الأحد الماضي، ظننته أحدهم، فالعمر واحد، والملامح واحدة، والأرض ذاتها لا تطرح إلا الخير، أو هكذا أعتقد.

تحدثت إليه فقال أن أسمه رأفت، طالب بالصف الأول الإعدادي بإحدى مدارس أسوان، يعمل بعد المدرسة ببيع الحلوى للأطفال والمارة على كورنيش أسوان، وبينما يتجول بالأرجاء وجد ضالته، حيث وقعت عيناه على تجمع كبير للأطفال في مسرح فوزي فوزي بأسوان، وهو ذات المسرح الذي يقام به الأسبوع الثقافي للأطفال.

دخل رأفت وكله أمل أن يبتاع منه الأطفال جزء من الحلوى، ولكنه فوجيء هناك أن الحياة أرحب من بيع وشراء الحلوى بكثير، وجد أحلامه تتجسد أمام عينيه، أقرانه يقفون على المسرح لتنفيذ ورشتهم، وأخرون في ورشة الموسيقى، ومثلهم في ورشة الجلود، وغيرهم في ورشة الخزف، ومثلهم في ورشة صناعة الكتاب، وآخرين في ورشة الخيامية.

طاف رأفت ورآى، وفجأة ترك حلواه ومصدر رزقه وتفاعل مع أقرانه فأصبح واحد منهم، أصبح يطوف بين الورش المختلفة كفراشة تتهادى بين الحقول وغيطان الأزهار، شغلته الألوان وسحرته الموسيقى واستحوذ عليه المسرح وسيطرت عليه صناعة الجلود.

الصبي الصغير وجد ضالته في هذا الأسبوع الثقافي لأطفال أهل مصر على أرض أسوان، دخل رأفت دون إذن من أحد، فالحياة لا تحتاج لإذن لنحياها، دخل طلبا للرزق فرزق ما يحيي روحه وعقله ويوقظ حواسه، وكأن هذا الملتقى كان منحة ربانية ليرتاح ولو قليلا من الطواف بالشوارع وقطع الأرصفة والطرقات سعيا وراء ما لا يناسب عمره وسنواته القليلة.

رست سفينة رأفت في ورشة صناعة الجلود، رحب به مدرب الورشة حينما رأى شغفه ولمعة عينيه، ولم يفكر لحظة واحدة في معاملته كأطفال ورشته، بل أولاه مزيدًا من الاهتمام، تقديرا لظروفه الخاصة.

بدأ رأفت بالعمل مع زملائه في الورشة، وكانت السعادة التي على وجهه تخبر عن حاله، وما يشعر به في هذا المكان. وهنا حدث موقف صغير ولكنّه عظيم، كشف عن معدن هذا الطفل.

فخلال عملهم بالورشة وجد المدرب أنهم بحاجة إلى نوعيات معينة من إبر الخياطة، وبعض الأدوات المستخدمة في الجلود، وقال للأطفال أنه سيرسل في طلبها، وإذا برأفت يخبره أنه سيحضر له غدا ما يحتاج إليه، شكره المدرّب ولم يأخذ الأمر على محمل الجد وأرسل في طلب ما يحتاجه لإتمام الورشة، وكانت مفاجأته في اليوم الثاني حينما حضر إلى مدربه ومعه ما كان يحتاج إليه.

سيطرت الدهشة على المدرب، فما أحضره الصبي من أدوات أقل في السعر وأعلى في الجودة، وبالكاد استطاع أن يعطي رأفت ثمن ما أحضره، فقد رفض الصبي أن يحصل على المال، وأخبره ما أحضره على سبيل الهدية البسيطة، ولكن المدرب أصر، وأعطاه المال وشكره على صنيعه.

مررت بالورشة، فإذا بالمدرب يخبرني بما حدث، وإذا بالصبي يقف بين أقرانه، يعمل وينتج مثلهم، وعلى وجهه ذات الابتسامة التي التقيته بها أول مرة.

جلست أكتب هذه القصة، وبعد قليل مررت بهم فإذا بالمدرب يخبرني أن الولد تم منعه من الحضور ومواصلة الورشة، وطُرد من المسرح، فسألت من أخرجه عن السبب، فقال لي أنه بائع متجول، ولا يمكن فتح هذا المكان أمام البائعين، وذهب رأفت من حيث أتى، ومعه حلم لم يكتمل.

 

٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٤٠٣
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٤٠٣
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٤٠١
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٤٠١
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٣٥٩
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٣٥٩
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٣٥٧
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٣٥٧
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٣٣٦
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣٣٣٦
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣١٥٥
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣١٥٥
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣١٥٣
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣١٥٣
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣١٣٣
٢٠٢٤٠٢١٦_١٩٣١٣٣

موضوعات متعلقة