بعد ارتفاعه 5 أضعاف خلال عامين.. هل مازال الذهب الملاذ الآمن للاستثمار؟
شهدت أسعار الذهب ارتفالى أساس سنوي، نتيجة عدة أسباب أثرت على أداء المعدن الأصفر سواء في البورصات العالمية، أو السوق المحلية إذ ارتفع سعر الذهب خلال عامين فقط، منذ بداية يناير 2022 وحتى الآن بما يعادل 5 أضعاف.
زيادة أسعار الذهب
وبمقارنة أداء الجرام من عيار 21، الأكثر شيوعا في السوق، نجد أنه سجل بداية يناير 2022، 799 جنيهاً، وخلال يناير 2023 تضاعف السعر ليصل إلى 1690 جنيها للجرام، ليتضاعف مرة أخرى إلى 4000 جنيه بداية فبراير 2024، إلا أنه شهد حالة من الانخفاض ليسجل 3650 جنيها للجرام قبل توقف التسعير بأسواق الصاغة.
وكشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع قيمة الواردات المصرية من أشكال خام الذهب 'غير النقدى' في الفترة الأخيرة بعد موجة من التراجع خلال العام الماضي.
ويعد الذهب غير النقدي، هو أي ذهب تحتفظ به المؤسسات المالية مثل البنوك المركزية أو التجارية سواء لأغراض الاحتياطي أو تخزينه أو ما تحتفظ به البنوك بشرط ربطه بأوراق مالية.
وقالت بيانات الجهاز، إن واردات مصر من أشكال الخام من الذهب بلغت نحو 22.838 مليون دولار في شهر نوفمبر الماضي، مقارنة بنفس الفترة من عام 2022 والتي سجلت قيمة 14.825 مليون دولار ، بزيادة بلغت نحو 8 آلاف دولار.
وجاء ارتفاع الواردات الطفيف بعد عدة أشهر تراجع خلالها مستوى الاستيراد بشكل ملحوظ، حيث بلغت القيمة الإجمالية للواردات نحو 111.6 مليون دولار في الفترة من يناير وحتى أكتوبر الماضي، بينما كانت نحو 279 مليون دولار خلال الفترة المناظرة لها من عام 2022، بتراجع بلغت قيمته نحو 168 مليون دولار.
وكانت بيانات جهاز الإحصاء، رصدت وصول الواردات المصرية من أشكال خام الذهب نحو 90 مليون دولار خلال الـ 9 أشهر الأولى من عام 2023، بينما سجلت نحو 220 مليون دولار في الفترة المناظرة لها في عام 2022، بتراجع بلغت قيمته 130 مليون دولار .
وصرح أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي على ملائمة السياسة النقدية الحالية للبنك لأوضاع الاقتصاد الأمريكي، وأن أعضاء البنك يفضلون بقاء الفائدة عند مستوياتها المرتفعة الحالية لفترة أطول من الوقت. أعضاء الفيدرالي الأمريكي لم يحددوا موعد بعينه لبدأ خفض الفائدة، مشيرين إلى أنهم بحاجة إلى المزيد من التأكيد على انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام وصولاً إلى مستهدف التضخم للبنك عند 2%.
كما صدرت بيانات طلبات اعانات البطالة الأسبوعية عن الاقتصاد الأمريكي وللمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، تراجعت طلبات الحصول على إعانة البطالة لتسجل 218 ألف بأقل من التوقعات 221 ألف والقراءة السابقة 227 ألف، وهذا يعني أن الشركات تحافظ بشكل مطرد على موظفيها الحاليين. ومن هذا يمكن للمرء أن يستنتج أن القوة الاقتصادية لا تزال مستمرة وفق رؤية جولد بيليون.
وأشار أعضاء البنك إلى أن التحسن الأخير في أداء قطاع العمالة والنمو الاقتصادي يدل على مرونة الاقتصاد الأمريكي، ويعطي البنك الفيدرالي مساحة أكبر للتحرك بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
عمل هذا على ارتفاع الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع بنسبة 0.6% وفقاً لمؤشر الدولار ليسجل أعلى مستوى في 3 أشهر عند 104.45. كما ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال الأسبوع بنسبة 3.5% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 4.177%.
وأكد الخبير الاقتصادي، أنه لا يزال غالبية المستثمرين ينظرون إلى الذهب باعتباره في مقدمة الأصول المصنفة ضمن الملاذات الآمنة في فترات الأزمات، وفي ظل الموجات التضخمية وما يصاحبها من تداعيات.
واضاف الذهب لا يزال الملاذ الاستثماري الأكثر أمناً -لا سيما على المدى الطويل- سواء بالنسبة للأفراد (الذين يعتمدون عليه كمخزن قيمة لأموالهم خاصة في فترات الأزمات الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم وتراجع قيمة العملة الوطنية) وكذلك بالنسبة للدول التي تلجأ فيها البنوك المركزية إلى شراء الذهب للتحوط بعيداً عن الدولار الأميركي.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الفائدة ضمن سياسة التشديد النقدي المتبعة من جانب البنوك المركزية لكبح جماح التضخم لم يؤثر بشكل كبير على الاتجاه نحو الذهب، لا سيما وأنه قد صار هنالك حرص على الموازنة بين الذهب والدولار، في ضوء التقلبات الأخيرة فيما يخص الدولار والتحديات التي يواجهها'.
ولفت إلى أن الأوضاع الاقتصادية مهما تغيرت في ضوء التحديات التي تلف العالم، يظل الذهب الاستثمار الأقوى تبعاً لذلك بوصفه أداة رئيسية للتحوط ضد الأزمات والملاذ الآمن الأول'، مشيراً إلى المعدلات التي حققها الذهب وملامسته مستويات تاريخية خلال العام على أساس سنوي، رغم الانخفاض الأخيرة، ورغم حالة 'اللايقين' و'الضبابية' المسيطرة على الاقتصاد العالمي، وفي ضوء تأثر عديد من القطاعات والملاذات الاستثمارية.
وأكدت حنان رمسيس خبيرة أسواق المال، أن الذهب يعتبر ملاذ آمن للاستثمار على الرغم من ارتفاع اسعاره مابين 2022 و2023 مستمر فى الارتفاع خلال 2024 وهذا يرجع إلى أنه ملاذ آمن بالنسبة للمستثمرين وسط تصاعد الظروف الجيو سياسية فى المنطقة
اسعار الذهب
واضافت أن بعض المتعاملين في الذهب يفضلون الذهب خوفاً من تذبذب أداء الاستثمارات الأخرى لذا يعتبروا الذهب من افضل الاوعية الاستثمارية، منوها إلى أن الشراء فى الذهب حالياً غير آمن نتيجة ارتفاع الأسعار إلى معدلات غير جقيقية لأنه مرتبط بسعر الدولار في الصاغة، والذي يختلف عن دولار السوق الموازى ودولار المتواجد في سوق السيارات بسبب تعامل تجار الذهب مع القادمين من الخارج، وبالتالى يجب أن تتوافر لديهم حصيلة دولارية كافية حتى يستطيع أن يستوفي احتياجاته في ظل شح العملة.
وأوضح أن خلال الفترة السابقة اختلفت الرؤية فيما يخص الذهب كان سابقا يستخدم كاناقة وكحلى أما الآن يتم شراء الجنيهات والسبائك نظراً لمصنعية المشغولات العالية ومع فتح الدولة لمبادرات للعاملين بالخارج للعودة بالذهب إلا أنها لا تكفى لاحتياجات السوق، مؤكداً أنه تم شراء 54 طن دهب خلال 2023 -2024 .
وأشارت إلى أن المستثمرين يتجهوا إلى الاستثمار في الذهب بسبب عدم وضوح الرؤية وتفضيلهم مجال للاستثمار بعيد عن مخاطر التضخم، مشيراً إلى أن الذهب سيستمر فى الارتفاع خلال الفترة القادمة نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية ونتيجة أن البنك الفيدرالي الأمريكى سيتجه ابتداء من شهر يوليو إلى خفض أسعار الفائدة مما سيؤثر سلباً على الدولار، ويرفع اسعار الذهب، لافتة إلى أن جرام الذهب في مصر يتم تسعيره أعلى من سعر الدولار في السوق الموازي، وبالتالي في ارتفاع مستمر .