قصتها كلها كفاح.. راندا» مريضة كانسر» شقيت عشان ولادها وطلعت مهندس ودكتورة
تنام ولم يعلم بحالها سوى وسادتها، لم تشتكى إلا لله سبحانه وتعالى، لم يمسح دموع عينيها سوى يديها، بدون مصدر دخل صنعت مشروعا لنفسها ، لتنجح في حصول ابنائها على كليات القمة.
كلية التجارة
بعد حصولي على المعهد الفني التجاري، استكملت تعليمي بكلية التجارة، وحصلت على البكالوريوس، ثم تزوجت وكان زوجى رحمة الله عليه حاصل على ليسانس الحقوق، ولكنه لم يعمل بمهنة «المحاماه» كان ارزقى يعمل «شيف بيتزا» في أحد المطاعم، رجل خلوق، أكرمني طوال زواجنا، وكان حريص على تعليم أولادنا الاثنين والوصول بهما إلى كليات القمة، ودائما يوصيني بذلك.
الظروف الصعبة
هكذا بدأت تروى رانده الدحروجى السيدة البورسعيدية التى تبلغ من العمر 54 عاما لـ«أهل مصر» قصة كفاح و تحدى للظروف الصعبة حتى وصلت بأبنائها إلى كليات القمة بعد وفاة زوجها. قصتها كلها شقى وكفاح.. «راندا» مريضة «كانسر» شقيت عشان ولادي وطلّعت مهندس ودكتورة
منذ 28 عاما
قالت السيدة الصبورة تزوجت منذ 28 عاما، و كان زوجي يكافح من أجل لقمة العيش، فعمل شيف بيتزا، ورفض نزولي للعمل خاصة بعد أن أنجبنا «محمد ومريم»، فأراد أن يجعل محور اهتمامي هو أولادنا فقط، وبالفعل اهتميت بأولادي، وعندنا تعثرت الظروف كنت اقوم بصنع الحلويات للمحل الذي بعمل فيه، وقلت له: ايد على ايد بتساعد.
صدمة وفاة زوجي
وأضافت راندا: «مرت السنوات، وفي أحد الايام خرج زوجي للعمل، ولكن عاد للمنزل سريعا، وأخبرني أنه يشعر بألم شديد في جميع أجزاء جسده، ولم تمر لحظات إلا وتوفى إثر أزمة قلبية، وفاة زوجي كانت صدمة كبيرة، صدمة لفراق إنسان أكرمني، وكان شريك للحياة بمعنى الكلمة، وصدمة أخرى لأننا بلا دخل يعيننا على مواجهة ظروف المعيشية أنا وأولاده».
بدأت أبيع أون لاين
وتابعت الزوجة المكلومة: «توفى زوجي، وابننا الكبير محمد كان في الثانوية العامة، وشقيقته مريم بالصف الثاني الاعدادي، فجلست أفكر ماذا سأفعل؟، أنا بلا معاش ولا أي مصدر دخل، وفي تلك التوقيت فوجئت بإعلان اسمائنا ضمن الحاصلين على المسكن في المشروع التعاوني لإسكان المحافظة، وكان لابد من تسديد مبلغ مقدم للشقة، وكان أول قرار فكرت فيه هو أذهب للإقامة مع والدتى السيدة المسنة والتي كنت دائما أجلس عندها لرعايتها، وخاصة أن شقيقتى الوحيدة تقيم في ليبيا مع زوجها، وبدأت في عمل حلويات وبيعها للاقارب والجيران، والأصدقاء، لأنني كنت أتقن عملها، وبعدها تواصلت مع بعض السيدات للعمل معهن في طهي الطعام، وكنت أذهب للعمل معهن من الساعة السابعة صباحا وأعود إلى منزل والدتي الرابعة عصرا، واستكمل عملي بالمنزل في عمل الحلويات كعك، بسكويت، حلاوة سوداء، بيتي فور، وبدأت أبيع اون لاين بالإضافة إلى بيع المفارش والفوط وأطقم السراير، بالتقسيط أيضا».
طلب مني عدم العمل
واستطردت: «استمريت على ذلك سنوات، أحرم نفسي من كل شىء حتى أوفر جميع احتياجات أولادي، والحمد لله تخرج ابني من كلية الهندسة وحصل على تقدير امتياز، وتم تعيينه في إحدى شركات البترول لانه من العشرة الأوائل بالجامعة، وصلت ابنتي إلى الفرقة الثالثة بكلية الطب البيطري،
وأزيد الله حمدا، استطعت ان اسدد أقساط الشقة، واستلمتها وأقوم باعدادها ليتزوج فيها ابني، الذي عوضني خيرا عن شقايا وتعبي، واستكمل معي مشوار تعليم شقيقته، وطلب مني عدم العمل».
مرحل العلاج الكيماوي
واختتمت السيدة البورسعيدية: «الحمد لله ربنا رضانى في أولادي وحققت وصية زوجى التى كانت كالدين في رقبتي ولابد أن أسدده، ومنذ شهور قريبة شعرت بتعب شديد، و بعد الكشف الطبى تبين إصابتي بالكانسر في الصدر، والآن أنا في مرحلة العلاج بالكيماوي، وكل ما يؤلمني ليس المرض ولكن الخوف على أولادي لأن الحزن يغمرهم بعد مرضى، اتظاهر أمامهم بالقوة دائما وعدم الخوف، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن أرى ابنتي عروسة جميلة، وأرى ابني في الكوشة مع بنت الحلال، وأكون بذلك أديت رسالتي كاملة، حسب وصية والدهما، كما أنني سعيدة لأنني استطعت أن أرد الجميل لزوجي في أولادنا».