من الصلف والغرور إلى الاعتراف.. ماذا قال الإعلام الإسرائيلي بعد نصر أكتوبر؟ (وثائق سرية بخط اليد)
لعب الإعلام المصري عامةً والعسكري خاصةً دورًا مهما في مجال الإعداد والتخطيط لحرب أكتوبر1973م ليختلف تمامًا عن الوضع الذى كان عليه ذلك الإعلام خلال حرب يونيه 1967م، حيث خرج الإعلام المصري إلى نطاق التأثير الإقليمي والدولي وتوجه نشاطه لكشف النوايا الإسرائيلية والتحم بالأحداث العربية والعالمية.
واكتسب الإعلام ثقة المواطن والشعب المصري بمصداقيته خاصهً أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973م رغم أنه لم يتمكن من تغطيتها مباشرة بسبب حرص القيادة المصرية على تحقيق السرية وعدم كشف نيه الهجوم يوم السادس من أكتوبر.
رسائل بعد المعركية
عاد الجنرال دافيد اليعاز رئيس الأركان السابق بعد الحرب ليعترف بكفاءة الجندى المصرى فقال عنه “أكبر مفاجآت الحرب المصرى كانت روح الجندي المصري وكفاءته العالية”.صرح الجنرال غورى تاركيس من أبرز قادة إسرائيل وأكد لأحد الملحقين العسكريين الغربيين "الذى لا أستطيع عمله الآن هو عدم تمكننا من رد المصريين على أعقابهم وهزيمتهم.. ليس لدينا القوة الآن لدفع المصريين الى الجانب الآخر.وقال: “لابد أن نشهد لجهاز التخطيط المصرى بالبراعة لقد كانت خطتهم دقيقة.. وكان تنفيذها أکثر دقة لقد حاولنا بكل جهد عرقله عملية العبور وصدها بالقوة وردها على أعقابها ولكننا ماكدنا نتمثل ما حدث إلا وقد تحققت لهم نتائجة كأننا اغمضنا عيوننا وفتحناها فإذاه م قد انتقلوا تحت النار من غرب القناه إلى شرقها.. وفاجؤونا في ۱۹۷۳ صباح اليوم السابع من أكتوبر بخمس فرق كامله أمامنا على الضفة الشرقية من القناة”.صرح وزير الدفاع الاسرائیلی موشی دیان في ۷۳/۱۲/۲۵ “ ان الحرب كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل - وإن ماحدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون وأظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها وأدى كل ذلك الى تغيير عقليه القادة الاسرائيليين أن أشد أيام إسرائيل العصيبة لم تمر بنا بعد، وعلينا أن نظل صامدين في فترة المحنة التي ما زالت أمامنا”.ويصرح موشي ديان أيضا في ۷۳/۱۲/۲۹، لم يكن تقيمنا لمدى كفاءة العرب وقدرتهم القتاليه سليما، رغم أننا كنا نعلم مقد ما بطبيعة أسلحتهم وحجم قواتهم وبجسور الحرب التي أعدوها لعبور قناه السويس".يتضح مما سبق أن أقوال وتصريحات المسئولين الاسرائيليين قبل المعركة كانت تمثل قمه الصلف والغرور الإسرائيلي الذى كان يعتقد أن العرب لن يجرأوا على شن أي حرب ضد قواتهم التي لا تقهر، ثم يعودوا أنفسهم أثناء المعركة ويضطروا إلى مسايرة الواقع والتحدث عنه لأول مره من الصدق الذي يكشف عن ضخامه مالقيته من خسائر في الأرواح والمعدات".