إعلام المقاومة يزلزل عرش نتنياهو.. الكلمة بجانب الرصاصة.. المسافة صفر الأكثر تداولًا والمثلث المقلوب “بعبع” الكيان الصهيوني
هل يستطيع من يملك حجرا أن يحرر وطنه، كانت تلك الجملة الأكثر تداولًا خلال ثمانينيات القرن الماضى، لكن الحجر تطور فأصبح صاروخا، والصواريخ كثر عددها لتصل لآلاف الصواريخ والمعدات العسكرية التى طوّرتها المقاومة الفلسطينية لتكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة فى طوفان الأقصى 7 أكتوبر وحتى الآن.
لكن السلاح لم يكن الأداة الوحيدة فى ميدان المعركة، فنجاح كتائب القسام وسرايا القدس فى تطوير منظومة إعلامية متكاملة ساهمت كثيرًا فى تلك الحرب وتمكّنت من إلحاق هزيمة نفسية بدولة الاحتلال، إذ استطاعت المقاومة تصوير كل عملياتها العسكرية التى نفذتها، باحترافية ودقة كبيرة، وبثها عبر الوسائط الإعلامية المختلفة سواء تلفزيون أو مواقع تواصل اجتماعى، وهو ما كشف كذب وادعاءات إسرائيل والخسائر الكبيرة التى تكبدها جيشها خلال المواجهات مع المقاومة.
وظهرت براعة المقاومة فى استخدام وسائل الإعلام المتاحة لديها، كما أن سرعة نشر الفيديوهات التى تصورها للعمليات العسكرية التى ينفذها مقاتلوها ضد جيش الاحتلال بعد الإعلان عنها بوقت قصير، أسهم فى انتصار نفسى ودعم شبعى وجماهيرى، إضافة إلى بث روح الإحباط بين صفوف جيش الاحتلال والشعب الإسرائيلى.
رسائل الأسرى
ولعل أبرز الخطوات التى استخدمتها المقاومة فى دعايتها الإعلامية، نقل رسائل الأسرى الإسرائيليين لديها إلى أهاليهم والذين طالبوا فيها بوقف العدوان على غزة وأكدوا أن جيش الاحتلال يقوم بقتلهم فى غزة وأن المقاومة تعاملهم بشكل جيد، وهو ما دفع أهاليهم للخروج فى مظاهرات عديدة للضغط على قادة الاحتلال للقبول بوقف إطلاق النار وإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حماس.
وظهرت براعة المقاومة فى استخدام وسائل الإعلام من خلال نشر رسائل عديدة لها باللغة العبرية موجهة إلى الشعب الإسرائيلى، وذلك للتأثير عليهم سواء بالتخويف أو حتى التهديد من أجل الضغط على قادتهم لوقف العدوان على غزة.
وأنشأت المقاومة الفلسطينية قناة على تيليجرام لنشر بياناتها ومشاهد العمليات التى تنفذها ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى، بالإضافة إلى بث فيديوهات من خلال المتحدث الرسمى سواء أبو عبيدة، أو أبو حمزة، كما أجادت فى اختيار شخصية المتحدث الرسمى، وطريقة الإلقاء التى يعلن فيها عن نتائج العمليات التى تنفذها المقاومة ضد جيش الاحتلال والرسائل التى يوجهها سواء إلى الشعب الفلسطينى أو الشعوب العربية.
ومن المتحدث إلى الشعارات والرموز، كانت تلك الأخرى طريقة لها فعاليتها مثل “المثلث الأحمر” المقلوب، وانتشر هذا الشعار واستخدمه المواطنون العرب رمز أيقونة للتعبير عن دعمهم للمقاومة.
وتعد عبارة “المسافة صفر” التى تُستخدم للإشارة إلى الحالة التى يكون فيها جسمان متماثلان أو متقاربان متماسكين بحيث يكونان على بُعد صفر، هى الأشهر والأدل على نجاح منظومة المقاومة الإعلامية.
وفى هذا السياق، قال الدكتور أسامة شعت، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الفلسطينى، إن المقاومة نجحت فى الاعتماد على قدراتها الذاتية فى تطوير منظومتها الإعلامية لكشف جرائم الاحتلال والتأكيد على صمودها فى مواجهة العدوان، مضيفا أن الاعتماد الكلى كان على التصوير عبر الهواتف المحمولة أو الكاميرات البسيطة.
وأكد أسامة شعت أن المقاومة الفلسطينية نجحت من خلال منظومتها الإعلامية فى كشف كذب الاحتلال وتحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وذلك من خلال الفيديوهات التى تبثها لعملياتها العسكرية ضد دبابات وآليات الاحتلال فى غزة، مشيرًا إلى أن ذلك كان له تأثير كبير على مسار الحرب، وساهم فى رفع الروح المعنوية والصمود لدى الشعب الفلسطينى الذى تأكد من صمود مقاومته وثباتها على الأرض وتكبيدها خسائر فادحة لجيش الاحتلال وأنها تمتلك القدرة على تحقيق النصر.
وأضاف أن هناك رسالة أخرى توجهها المقاومة الفلسطينية للعالم والشعب الإسرائيلى من خلال منظومتها الإعلامية، ومفاد هذه الرسالة هى أنه لا حل عسكرى للأزمة، ولا سبيل للأمن والاستقرار بدون إقامة دولة فلسطينية، فمقاطع الفيديو شكّلت ضغطا كبيرا على قيادات حكومة الاحتلال للاتجاه نحو مسار وقف الحرب، وتشويه سمعة إسرائيل أمام المجتمع الدولى.