بعد وفاة Henry Kissinger .. لماذا استاءت منه جولدا مائير في مذكراتها رغم احتفاء نتنياهو به؟

توفى Henry Kissinger عن عُمر 100 عام ليتصدر محركات البحث اليوم الخميس، وهو رجل السياسة الأول في الولايات المتحدة الأمريكية على مدار نصف قرن.

يعتبر Henry Kissinger أحد أكثر الدبلوماسيين تأثيرا وإثارة للجدل في القرن العشرين، وهو من أسس لفكرة السياسة الواقعية وتدرّج في العديد من المناصب، حيث شغل منصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، صوتًا بارزًا في قضايا السياسة الخارجية لفترة طويلة بعد تركه الحكومة في عام 1977.

 

Henry Kissinger

 

تحظى مسيرة Henry Kissinger باتفاق كاقة الساسة الأمريكيون، وهو الذي تواصل مع الاتحاد السوفييتي والصين على نطاق واسع على أنه يعيد تشكيل اتجاه الحرب الباردة.

وتفاوض على محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية ومعاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية مع الاتحاد السوفييتي، مما أدى إلى خفض التوترات بين القوتين العظميين النوويتين.

وفتح محادثات عبر القنوات الخلفية بين الولايات المتحدة والصين في أوائل السبعينيات، مما أدى إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية وزيارة نيكسون التاريخية للصين في عام 1972.

كيف أدار سياسة الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 ؟

عُرفت جهود كيسنجر للسلام في الشرق الأوسط باسم 'الدبلوماسية المكوكية'.

وساعدت دبلوماسيته المكوكية في احتواء الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973. حيث ساعد كسنجر على وقف الأعمال العدائية في حرب أكتوبر عام 1973 في الشرق الأوسط، بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. وكان هذا الجهد هو الذي أوجد فكرة الدبلوماسية المكوكية برمتها.

كما شهدت السنوات الثماني التي قضاها مستشارا للأمن القومي ووزيرا للخارجية بين عامي 1969 و1977، إنهاء الولايات المتحدة مشاركتها في حرب فيتنام، وفتح العلاقات مع الصين.

Henry Kissinger

 

عن هنري كسنجر ..

 

- ولد هاينز ألفريد كيسنجر في عائلة يهودية من الطبقة المتوسطة في بافاريا في 27 مايو 1923.

- غادرت أسرته فيما بعد هربا من الاضطهاد النازي، لتنضم إلى الجالية اليهودية الألمانية في نيويورك في عام 1938.

- في عام 1957 نشر كتابا بعنوان 'الحرب النووية والسياسة الخارجية' - قال فيه إنه من الممكن الفوز بحرب نووية محدودة. وادعى، بلغة لا يشوبها الشك، أن الاستخدام 'التكتيكي' و'الاستراتيجي' لجيل جديد من الصواريخ الأصغر حجما قد يكون أمرا مقبولا عقليا.

وأصبح كيسنجر مساعدا لحاكم نيويورك والمرشح الرئاسي نيلسون روكفلر.

وعندما فاز ريتشارد نيكسون بالبيت الأبيض عام 1968، عرض على كيسنجر تولي منصب مستشار الأمن القومي.

وفي عام 1973، حصل على جائزة نوبل للسلام مع لو دوك ثو من فيتنام الشمالية، الذي رفض قبولها.

وأدت الجائزة إلى استقالة اثنين من أعضاء لجنة نوبل.

 

كيف خفف Henry Kissinger التصعيد ضد مصر في حرب 73 ؟

 

صمّم Henry Kissinger على وقف القتال بين جبهتي مصر وإسرائيل بعد 18 يوما من الحرب.

ونجح كسنجر في تخفيف الصراع الدائر بعقد معاهدة كامب ديفيد بين الطرفين لتنسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي المصرية، مع التوقيع على عددا من البنوك بين الطرفين. والتطبيع بين الدولتين والاعتراف بالدولة الإسرائيلية.

وفاة Henry Kissinger

 

Henry Kissinger في مذكرات جولدا مائير

 

ذكرت جولدا مائير Henry Kissinger بموقفه المتخاذل ضد إسرائيل، حتى وصفت مساعدته لإسرائيل بالأسلحة والمعدات والأموال في حرب 73 بأنه (كان مُرغما وليس متحمسا). وأن الأمر كان يُشكل عبئا عليهم.

 

نتنياهو ينعي Henry Kissinger

 

نعي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو Henry Kissinger وزير الخارجية الأمريكي الأسبق عبر صفحته على منصة إكس قائلا :

«بقلب مثقل أنعي رحيل رجل الدولة العظيم والباحث والصديق الدكتور هنري كيسنجر، الذي رحل عنا عن عمر يناهز 100 عام .. يمثل رحيل الدكتور كيسنجر نهاية حقبة، لم يشكل فيها فكره الهائل وبراعته الدبلوماسية مسار السياسة الخارجية الأمريكية فحسب، بل كان له أيضًا تأثير عميق على المسرح العالمي .. لقد حظيت بشرف مقابلة الدكتور كيسنجر في مناسبات عديدة، كان آخرها قبل شهرين فقط في نيويورك. ولم يكن كل لقاء معه مجرد درس في الدبلوماسية، بل كان أيضاً درساً متقناً في الحنكة السياسية. إن فهمه لتعقيدات العلاقات الدولية ورؤيته الفريدة للتحديات التي تواجه عالمنا لا مثيل لها».

وتابع نتنياهو في نعيه : «لم يكن هنري كيسنجر مجرد دبلوماسي، لقد كان مفكراً يؤمن بقوة الأفكار وأهمية رأس المال الفكري في الحياة العامة. إن مساهماته في مجال العلاقات الدولية وجهوده في اجتياز بعض أصعب التضاريس الدبلوماسية هي شهادة على قدراته الاستثنائية .. وبينما نودع هذا الرجل العملاق، فإنني أتقدم بأحر التعازي لعائلته وأصدقائه ومعجبيه في جميع أنحاء العالم. وسيستمر إرثه في إلهام وتوجيه الأجيال القادمة من القادة والدبلوماسيين، عسى ان تكون ذكراه نعمة دائما».