ازدواجية المعايير الأمريكية في غزة تنذر بعواقب كارثية وفقدان نفوذها العالمي
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على ازدواجية المعايير الأمريكية فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا ونظيرتها المشتعلة في قطاع غزة، والتي كشفت النفاق الوطني الأمريكي الصارخ وفقدان مصداقيتها والإضرار بنفوذها العالمي، حيث دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أساليب إسرائيل في حرب غزة بعد فترة وجيزة، من إدانته نفس الأساليب التي اتبعتها روسيا في صراع أوكرانيا.
تداعيات كارثية لإزدواجية المعايير الأمريكية
وتابعت أن النفاق الأمريكي وازدواجية المعايير أصبح لها بالفعل تأثير حقيقي على العلاقات بين الشمال والجنوب العالمي، والغرب والشرق، مما يخلق عواقب قد يتردد صداها لعقود من الزمن، قد تقول إدارة بايدن، المترددة في تغيير المسار، إن أوجه التشابه بين غزة وأوكرانيا بعيدة كل البعد عن الدقة، ولكن يبدو أنها تعرف أيضًا أنها تفقد الدعم الدبلوماسي تدريجيًا.
وأضافت أنه عندما تنضم إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة ثماني دول أخرى فقط، بما في ذلك ميكرونيزيا وناورو، كما حدث عندما رفضت قرار وقف إطلاق النار في غزة في ديسمبر، فمن الصعب القول بأن أمريكا تظل الأمة التي لا غنى عنها، على النقيض من ذلك، فإن فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، بعد فترة من عزلته العالمية، "يشعر حقا أن كل شيء في هذه المرحلة يتجه لصالحه"، وفقا لفيونا هيل، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية المتخصصة في الشؤون الروسية.
العكلوك: ازدواجية المعايير أسقطت القانون الدولى فى فلسطين
بالنسبة لهيل، فإن خطاب بايدن في أكتوبر الذي ربط بين أوكرانيا وإسرائيل معًا في جهوده لإقناع الكونجرس بالإفراج عن الأموال المخصصة للأولى "ربما كان بمثابة سياسة جيدة للكونجرس، ولكن بالنسبة للعالم كان تجسيد للازدواجية، والضحية هنا هو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ولكن انتقائية أمريكا، كما ينظر إليها في قسم كبير من الجنوب العالمي، من المرجح أن تؤدي إلى حسابات أوسع نطاقا، في كثير من الأحيان، تم التعامل مع فلسطين في الماضي باعتبارها حالة تاريخية خاصة في السياسة العالمية، وباعتبارها محمية مقبولة للولايات المتحدة، لكن الآن، بحسب الخبير الإسرائيلي دانييل ليفي، وصلت القضية إلى "قلب ما أطلق عليه البعض الأزمة المتعددة".
يقول ليفي: "إن الممارسة الاحتكارية الأمريكية فيما يتعلق بمصير غزة لا تتوافق مع العالم الذي نعيش فيه اليوم ومع الجغرافيا السياسية المعاصرة، وفي هذا الصدد، حدث شيء مهم ومثير للاهتمام، وربما حتى مصدر لبعض الأمل، وهو أننا رأينا أنه بالنسبة لجزء كبير مما يسمى بالجنوب العالمي وفي العديد من المدن في الغرب، تحتل فلسطين الآن هذا النوع من الفضاء الرمزي، إنه نوع من تجسيد التمرد ضد النفاق الغربي، وضد هذا النظام العالمي غير المقبول، وضد نظام ما بعد الاستعمار".
وأوضحت الصحيفة أنه إذا استمر دفاع الولايات المتحدة عن إسرائيل في ارتكاب الأخطاء، ستجد نفسها في مواجهة كتل بديلة أكبر وأكثر حزما، سواء كانت مجموعة البريكس الموسعة، التي يقودها بوتين هذا العام، أو التحالفات الأخرى التي تقودها الصين.