تحقيق أمريكي يكشف تفاصيل مفاجئة عن طوفان الاقصى، جيش الاحتلال فشل في التصدى لمقاتلي حماس، الجنود الاسرائيليو تواصلوا عبر ”واتس آب ”، وتجميع المعلومات جاء عن طريق التقارير الإخبارية
85 يوما مرت على اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أسفر عن سقوط أكثر من 21 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وهو الأمر الذي قوبل بتنديد دولي واسع وضغوط لوقف نزيف الدماء في غزة التي تحولت إلي مدينة أشباح، عقب هدم معظم المنازل والبنية التحتية وتشريد آلاف الأسر والعائلات الفلسطينية من قاطني القطاع.
وشنت دولة الاحتلال العدوان الغاشم على القطاع عقب معركة طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس في 7 اكتوبر الماضي، والتي شهدت هزيمة مذلة لقوات الاحتلال وهو الأمر الذي جعل السياسيين والجمهور الإسرائيلي يحملون نتنياهو وحكومته وقادة جيش الاحتلال نتيجة الإخفاق والفشل في صد هذا الهجوم المباغت.
Advertisements
فشل جيش الاحتلال في صد معركة طوفان الأقصى
في تحقيقها عن "الإخفاقات" التي حدثت يوم 7 أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمربكية أن الجيش الإسرائيلي "لم تكن لديه خطة" للتعامل مع هجوم حماس المباغت.
وأجرت "نيويورك تايمز" تحقيقا بشأن أحداث السابع من أكتوبر، من خلال مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين.
وخلصت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي لم تكن لديه خطة للتعامل مع هجوم حماس الضخم".
ونقلت عن النائب السابق لرئيس فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي أمير أفيفي، قوله: "لم تكن هناك خطة دفاعية لهجوم مفاجئ".
من جهة أخرى، ذكر مستشار الأمن القومي السابق ياكوف عميدرو، أن "الجيش لا يعد نفسه لأشياء يعتقد أنها مستحيلة".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الجيش "فشل لساعات طويلة في فهم حجم الهجوم وفي حماية حياة الإسرائيليين، وكان رده بطيئا وغير فعال، وأرسل فرقا صغيرة جدا وغير مجهزة للتعامل مع هجوم جماعي".
وسبق لصحيفة" نيويورك تايمز" أن قالت في تقرير سابق، إن إسرائيل كانت تعتقد ما قبل هجوم السابع من أكتوبر، أن أخطر التهديدات التي تواجهها هي إيران وحزب الله، مشيرة إلى "التقليل من قدرات حماس على قيادة هجوم".
إقرأ أيضا.. الجبهة الثانية من الحرب.. إسرائيل تتوعد بشن عدوان على جنوب لبنان.. ومخاوف دولية من تحول الحرب على غزة إلى صراع إقليمي يهدد العالم
جنود الاحتلال تواصلوا عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي لتحديد الاهداف
ويرسم تقرير "نيويورك تايمز" صورة للجيش الذي فشل لفترة طويلة في فهم حجم الهجوم، وأرسل فرقا غير مجهزة للتعامل مع هجوم جماعي.
وبين أنه وبينما كان جيش الاحتلال يتصارع مع الوضع الذي لا يمكن فهمه في جنوب إسرائيل، تم نشر القوات لأول مرة في الساعة 7:43 صباحا بعد أكثر من ساعة من هجوم حماس عندما صدرت الأوامر لجميع قوات الطوارئ بالتحرك جنوبا.
وأوضح التقرير أن المقاتلين تراسلوا من خلال استخدام تطبيق "واتس أب" واستعانوا بشبكات التواصل الاجتماعي لتحديد الأهداف في الميدان، كما طلب من طياري المروحيات اختيار الأهداف بناء على التقارير الإعلامية وقنوات "تلجرام".
ووصف التقرير كيف وصلت قوات وحدة "مجلان" العسكرية إلى مواقع المعارك ولم تكن لديهم مهام محددة، مبينا أن بعضا منهم استعان بأحد سكان مدينة نتيفوت والذي راقب فيديوهات حماس في مواقع التواصل الاجتماعي وفي نداءات الاستغاثة ونقل المعلومات إلى القوات.
وذكر تقرير الصحيفة الأمريكية أن الجنود جمعوا بأنفسهم المعلومات وقدموها للطيارين الذين كانوا على متن مروحيات حيث تم اختيار الأهداف بالاستناد على معلومات نشرت في تقارير إخبارية وفي قنوات "تلجرام".
جيش الاحتلال لم يحضر لمعركة طوفان الأقصى
وفي التقرير الذي اعتمد على مقاطع فيديو من يوم الهجوم وعلى محادثات مع جنود وضباط حاليين وسابقين، اعترف الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بأنه لم يكن هناك أي تحضير أو تدريب لسيناريو هجوم جماعي لحماس.
وأشار في السياق إلى أنه وحتى وقت الهجوم، لم تدرك قوات كثيرة حجم الحدث، مبينا أن قوات ووحدات انطلقت من تلقاء نفسها إلى مواقع الأحداث أو تم استدعاؤها للوصول إلى الجنوب وهي مجهزة بمعدات أساسية إلى حد ما.
طوفان الأقصى، فيتو
30 ثغرة تسلل منها عناصر حماس إلى إسرائيل
وقدر جيش الاحتلال في وقت وقوع الهجوم أن حماس تمكنت من اختراق أماكن قليلة على طول السياج الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل، وفي الواقع كان هناك أكثر من 30 ثغرة تسلل منها عناصر حماس إلى إسرائيل.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أيضا بأن جهاز الأمن العام الإسرائيلي – الشاباك- كان أيضا في وضع يائس، مشيرة إلى أن رئيس الشاباك رونان بار دعا جميع القوات المدربة التي لديها أسلحة إلى النزول جنوبا.
كما أظهر التقرير كيف خططت حماس مسبقا للوصول إلى قاعدة راعيم عقر دار فرقة غزة، وكيف استغلوا حقيقة أن القوة البشرية في القاعدة كانت صغيرة جدا، وذلك حتى يصعب على الجيش الإسرائيلي الرد على الهجوم.
وروى جندي خدم في القاعدة أن الهجوم على القاعدة العسكرية أدى تقريبا إلى انهيار الاتصالات في الوحدة التي تنسق حركة القوات في جميع أنحاء جنوب إسرائيل.
كما أن الفوضى في الجيش الإسرائيلي كانت أيضا في ساعات الظهر يوم 7 أكتوبر عندما قدر الجيش الإسرائيلي أن 200 مقاتل قاموا بتنفيذ الهجوم في حين أن العدد الحقيقي كان أعلى بكثير ويقدر بنحو 3000 آلاف مقاتل من حماس.
نتنياهو يتنصل من المسؤولية حول هجوم طوفان الأقصى
وعقب اندلاع طوفان الأقصى تنصل رئيس حكومة الاحتلال من مسؤوليته امام الجمهور الإسرائيلي وحمل كامل المسؤولية لاجهزة الاستخبارات التابعة لجيش الاحتلال، حيث كشف نتنياهو، أنه لم يتلقَ أى معلومات خاصة بشأن نية حركة حماس إشعال حرب ضد إسرائيل، ملقيا باللوم في فشل توقع هجوم الحركة المباغت وغير المسبوق في 7 أكتوبر على عاتق الاستخبارات.
وكتب نتنياهو على حسابه الرسمي في موقع "إكس" أن كل وكالات الاستخبارات، كانت تقدر بأن حركة حماس مردوعة إثر الحروب السابقة واتجهت نحو التسوية.
وذكر أن هذا التقييم الاستخباري قُدم مرة بعد أخرى إليه وإلى المجلس الأمني المصغر، وذلك حتى قبيل اندلاع الحرب.
نتنياهو يتحمل المسؤولية في فشل توقع هجوم حماس
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن نتنياهو يحمل المسؤولية في فشل توقع الهجوم خصوصا لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، ورئيسها أهارون هاليفا، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار.
و