تقرير أمريكي: الضربات الإيرانية في أنحاء الشرق الأوسط رسالة إلى إسرائيل والولايات المتحدة
أشارت شبكة" سي إن بي سي" الأمريكية، إلى أن الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها إيران مؤخرًا على أهداف في سوريا والعراق وباكستان، ربما لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بالحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لكنها ما زالت تكشف عن نية لإرسال رسالة واضحة لـ إسرائيل وداعمها الرئيسي الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأربعاء، أنه على الرغم من أن تصرفات إيران في باكستان وسوريا كانت استجابة لمخاوف أمنية داخلية، إلان أن التطورات أدت إلى زيادة حدة وخطر حدوث تصعيد أوسع في منطقة غارقة بالفعل في الحرب منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على غزة في السابع من أكتوبر، لافتة إلى أنها المرة الأولى التي تنشر فيها إيران جيشها بشكل مباشر في أي وقت منذ بدء حرب غزة.
وأضافت: "يظل القلق قائمًا من أن أي سوء تقدير قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط؛ حيث تمثل هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر والضربات الأمريكية والبريطانية اللاحقة ضد مواقع الحوثيين في اليمن بالفعل توسعًا غير مرغوب فيه وغير مقصود للحرب بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها".
وتابعت: "يبدو أن دعم إيران للحوثيين والجماعات الأخرى، بالإضافة إلى تصرفاتها الأخيرة، هو عرض لاستعراض قوتها باعتبارها الدولة الرائدة في المنطقة التي تقف ضد إسرائيل. لكن في نفس الوقت يفتح أمامها ردود فعل سلبية أكبر من الأهداف التي هاجمتها، وتبتعد عن استراتيجية متسقة إلى حد ما لنشر القوة عبر وكلائها".
في هذا الإطار، نقلت " سي إن بي سي" أراء بعض المحللين الإقليميين، وكانت كالتالي:
رسالة واضحة
قال بهنام بن طالبلو، الزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: إنه "على الرغم من أن التحريض ضد إسرائيل ليس بالأمر الجديد، إلا أن إطلاق إيران مؤخرًا لصاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب وقادر على ضرب إسرائيل من الأراضي الإيرانية ضد داعش في سوريا كان سابقة تاريخية ورسالة إلى الدولة اليهودية".
وأضاف بهنام: "لقد ازدادت أهمية تسليط الضوء على القوة العسكرية على أمل ردع الخصوم بالنسبة للنظام مع اتساع نطاق الحروب في جميع أنحاء المنطقة".
الصراع سوف يتصاعد أكثر
من جهته، قال إيان بريمر، الرئيس التنفيذي لمجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية، خلال مقابلة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "لا شك أن الضربات الإيرانية على ثلاث دول بينها باكستان ورد الأخيرة يمثل برميل بارود".
وأضاف بريمر: "أن الشرق الأوسط جاف للغاية ولدينا الكثير من الأشرار. وأتوقع أن هذا الصراع سوف يتصاعد أكثر."
"نمط أوسع"
بدوره، قال ريان بول، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد واشنطن للأبحاث: إن القادة الإيرانيين قالوا إنهم لا يريدون حربا أوسع نطاقا، لكن ضربات الأسبوع الماضي خدمت غرض مواجهة التهديدات لأمنها الداخلي وإظهار ما هي قادرة على فعله إذا تم استفزازها".
وأضاف بول: "هناك عنصر إرسال إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال تنفيذ هذه الضربات لأنها تظهر قدرات إيران الصاروخية المستمرة".
وتابع: "لا أعتقد أن إيران ضربت باكستان عمدًا للإشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن تلك القدرات لأنهما نفذتا أيضًا ضربات على سوريا والعراق، لكنها كانت جزءًا من هذا النمط الأوسع مع ذلك".
وأردف: "لكن الهجمات، خاصة في باكستان، كانت وقحة للغاية وأظهرت سلوكا غير منتظم إلى حد ما، لأنها لم تكن متسقة مع النهج الإيراني السابق".
أما سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، قالت: "كانوا يحاولون إعادة تأكيد الردع تجاه إسرائيل وكذلك الجماعات الإرهابية مثل داعش".
إيران: أى إجراءات إسرائيلية ضد أمننا لن تبقى دون رد
يشار إلى أنه في غضون 24 ساعة بدءاً من 15 يناير، ضربت القوات العسكرية الإيرانية "مركز تجسس" إسرائيلي في إقليم كردستان العراق، وأهداف لتنظيم داعش في سوريا، ومسلحين في باكستان نفذوا هجمات على إيران. وانتقد الوزراء العراقيون والباكستانيون الهجمات علنًا، ووصفوها بأنها "انتهاك" وتوعدوا بعواقبها.
وردت باكستان في اليوم التالي بضرب أهداف داخل إيران قالت السلطات الإيرانية إنها أسفرت عن مقتل عدة أشخاص.