على خلفية الاحتفالات.. تعرف على تاريخ عيد دخول السيّد المسيح إلى الهيكل
تستعد كنيسة الروم الأرثوذكس للاحتفال بذكرى عيد دخول السيّد المسيح إلى الهيكل، وعلى خلفية الاحتفالات شرح الانبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي بمصر، ووكيلها للشؤون العربية، في تصريح له، تاريخ العيد.
وقال إن دخول السيّد إلى الهيكل جاء في إنجيل لوقا (الإصحاح الثاني). "عيد دخول السيّد إلى الهيكل" هو في الوقت نفسه "عيد اللقاء"، وهذا عنوان أيقونة العيد في اللغة اليونانيّة. إنه لقاء العهد القديم بالعهد الجديد - لقاء الإنسان القديم بالإنسان الجديد، ويرتبط بكلّ التدبير الخلاصي الذي أعدّه الله للإنسان وحققّه بتجسّده وصلبه وقيامته.
إذًا الهدف من هذا الاسم "اللقاء" التركيز على المعنى الجوهري للعيد، النبوءات تتحقق واحدة تلو الأخرى: السماء أصبحت كلّها على الأرض، الخالق يُحمل من المخلوق ليكون هو نفسه ذبيحةً عن كلّ واحد منّا.
أمّا سمعان الشيخ، فيمثّل الأجيال التي انتظرت الخلاص. وحنّة النبيّة تمثّل النسك والإلتزام والصبر والنقاوة.
تعود أصول العيد إلى كنيسة أورشليم نفسها. فنقرأ ذكرًا له، وللمرّة الأولى، في القرن الرابع ميلادي في مذكّرات الرّحالة إيثيريا، حيث كان العيد يُحتفل به بعد أربعين يومًا من عيد الظهور الإلهيّ الذي كان هو نفسه عيد الميلاد. أي كان عيد الميلاد يقع في ٦ يناير، وبالتالي يصبح عيد الدخول في ١٤ فبراير.
هذه طريقة متّبعة في ليتورجيا الكنيسة الأرثوذكسيّة أيضا، فعيد رفع الصليب مثلاً يأتي بعد أربعين يومًا من عيد التجلّي، لما في الرقم أربعين من معاني العبور القياميّ.
أما عن تعديل تاريخ العيد إلى يوم 2 فبراير بدلاً من 14 فبراير، يكتب ثيوفانوس في حوليّاته أنّه في شهر أكتوبر من عام ٥٣٤م، اجتاح القسطنطينيّة وباءٌ خطيرٌ أودى بكثيرين، وزال الوباء بيوم 2 فبراير، فأمر عندئذ الأمبراطور يوستينيانس بنقل العيد إلى هذا اليوم. في نهاية القرن الخامس، وبداية القرن السادس، كانت غالبيّة الكنائس في الشرق تحتفل بهذا العيد المبارك.
وعن أشهر ألحان العيد قال إنها طروبارية العيد التي تقال باللحن الأول وتقول: "إفرحي يا والدة الإله العذراء الممتلئة نعمةً، لأنّه منك أشرقَ شمسُ العدل المسيح إلهنا، منيرًا الذين في الظلام. سُرَّ وابتهج أنت أيها الشيخ الصدِّيق، حاملاً على ذراعيكَ المعتق نفوسنا، والمانح لنا القيامة".
من جانبه يقول الأنبا بنيامين مطران المنوفية في كتاب الأعياد السيدية في الكنيسة القبطية، عن عيد دخول المسيح إلى الهيكل بعد 40 يوم، إنه دخل السيد المسيح الهيكل وحمله سمعان الشيخ على ذراعيه وأعلن أنه المخلص، طاعة الشريعة هنا في طقس التطهير الولد بعد 40 يوم والبنت بعد 80 يوم.
والأيام رمز لفترة الإقصاء التي عاشها آدم وحواء. وبعد أن أخطأ آدم وحواء طردوا أي أُقصوا عن الفردوس. البنت 80 يوم لأن حواء أكلت وأعطت آدم ليأكل فأخذت ضعف المدة.
رقم 40 فيه الـ10 × 4 العشرة رقم يشير للسماء والأربعة رقم يشير للأرض لأنها شريعة سماوية تطبق على الأرض، كل موضوع تشترك فيه السماء مع الأرض يظهر رقم 40، موسى أستلم الشريعة بعد 40 يوم على الجبل والمسيح له المجد صام 40 يوم وخدم 40 شهر وعاش 400 شهر. وصعد بعد 40 يوم من القيامة.
فالتطهير عمل إلهي ينفذ على الأرض لذلك يحدث بعد 40 يومًا أو ضعف المدة لحواء، ولم يكن هدف دخول المسيح التطهير فقط ولكنه استعلان من خلال سمعان الشيخ. وسمعان هو أحد مترجمي الترجمة السبعينية أي العهد القديم من العبرية إلى اليونانية وأمام آية "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا" .. فقال له الله ستعيش حتى ترى العذراء تحبل وتلد.