صوت مصر والعالم
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير قطب الضويمدير الموقع هدير الضوي
أهم الأخبار

المنوعات

كفيف يشارك في إفطار المطرية الشهير بقلبه.. «مش شايف بس حاسس بالفرحة»

عم جمعة في مائدة إفطار المطرية
عم جمعة في مائدة إفطار المطرية

وسط الاحتفالات وأجواء الفرحة التي تملأ شوارع عزبة حمادة في المطرية، ومع آلاف المتواجدين في حفل الإفطار السنوي الذي ينظمه أبناء هذا الحي، يجلس الجيران بجوار بعضهم البعض على مائدة واحدة يوما واحدا في السنة، يُعيدهم جميعًا إلى لحظات خالية من الهموم، لا يحملون سوى الفرحة في قلوبهم، وتتحدث أعينهم عما يشعرون به، ووسط هذا الحشد يجلس جمعة أمين، صاحب الـ55 عامًا، على مائدة إفطار المطرية قبل أذان المغرب بساعتين، يتأمل ببصيرته ما يحدث حوله بعد أن تخلى البصر عنه قبل 30 سنة.

عم جمعة» في مائدة إفطار المطرية للعام الثاني

يجلس عم جمعة» مرتديًا نظارة شمس سوداء على مائدة إفطار المطرية، تتخفى وراءها عيناه اللتان لا تستطيعان رؤية ما يحدث حوله، وبابتسامة تسيطر عليها الرضا بالحال يلفت انتباه كل من يمر من أمام وجهه البشوش، إذ يتساءلون جميعًا كيف تظهر عليه الفرحة بهذا الشكل وهو فاقد للبصر، ولا يستطيع أن يكوّن صورة حقيقية عن الاحتفالات التي تحدث أمامه، إلا أنّ عم جمعة» يرى ببصيرته ما يحدث ويشعر بكل شيء ربما أكثر بكثير من جميع المتواجدين في المكان.

أنا مش شايف حاجة بس حاسس بالفرحة» هكذا عبَّر عم جمعة» عن فرحته النابعة من قلبه، خاصة وأنّها المرة الثانية التي يحضر فيها مائدة إفطار المطرية الأطول في مصر، يبحث فيها عن الفرحة والأمل، ويجد نفسه وسط أهالي عزبة حمادة يرقصون ويغنون في كل أرجاء المكان، يجتمعون في صورة معينة لا يراها أحد سواه، ولهذا السبب يرى أنّه الأكثر حظًا في هذا الجمع لأنه يرى ما لا يراه أصحاب النظر.

عم جمعة» يحرص على الحضور بمفرده

بحب اللمة وأقعد مع الناس» هذا سبب رئيسي في حضور عم جمعة» وحده في مائدة إفطار المطرية السنوي، على الرغم من أنّه متزوج ولديه 3 بنات، إلا أنّه لا يشعر بالوحدة، إذ يفضل الحضور بمفرده كي يعود طفلًا ولو بمجرد الإحساس، كما أنّه يشعر بالبهجة عند حضور المشاهير الذين يحرص على التقاط الصور معهم، كي يخلد الذكرى في قلبه دون أن يشاركها معه أحد.

ورغم الفرحة والبهجة التي يعيشها في هذه اللحظات، إلا أنّ حياة الرجل الخمسيني مليئة بالصعوبات والتحدي، بعدما لعب القدر لعبته وجمعه برفيقة دربه التي تعاني من فقدانها للبصر مثله، رافعين شعار الحب المستحيل، إذ يستند كل منهما على الآخر حتى أنجبا 3 بنات ليصبحن فيما بعد نظرهن الذي يرين به الدنيا كما لم يروها من قبل: في الحقيقة أنا بيرد علي نظري مرة واحدة في السنة لما بحضر إفطار المطرية».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1694518953288-0'); });