المحسوبيه قانون الأقوياء
من أسوأ الاعمال الخارجه عن القانون هي المحسوبيه المنتشره في معظم الهيئات والشركات بصفه عامه حيث نجد كثير من رؤساء مجالس الادرات والمديرين يقومون بتعيين اقاربهم وأصدقائهم دون النظر الي اصحاب الكفاءات والخبرات الذين لهم الاحقيه في الوصول الي مناصبهم المناسبه الملائمه لخبراتهم ومن هذه الناحيه نجد ان الواسطه تتخذ أشكالًا متعددة وطرًقا مختلفة لتصب في النهاية في نفق واحد وهو الرغبة في الحصول على منفعة أو مصلحة قد تكون بحق أو من غير حق، وأبرز أشكال الواسطة تتجسد في استغلال صلة القرابة والصداقة لمنفعة شخصية؛ مما يهدد الصالح العام في مقابل المصالح الخاصة وينشر معاني الفساد بالمجتمع.
يعود أصل مصطلح “واسطة” للعصور الوسطى، حيث كان بعض البابوات والأساقفة الكاثوليك من الذين قطعوا عهود الرهبنة يربون أبناءهم غير الشرعيين مدعين بأنهم أبناء أخواتهم أو إخوانهم وكانوا يفضلونهم في التعامل على الناس ، وغالباً ما كانت مثل هذه التعيينات لإقامة ما يشبه “عوائل مالكة” تحتفظ بكرسي البابوية.
بينما التعبير الدارج في بريطانيا لوصف المحسوبية هو “بوب عمك”، ويرجع أصل المقولة إلى الفترة التي كانت فيها روبرت سيسل، رئيس الوزراء حينها، وقام بتعين ابن أخيه آرثر بلفور في منصب رفيع، ومازال التعبير متداول حتى الآن.
وتُشير إحدى الروايات، إلى أن استثناء تجار “الكوسة” من قرار منع دخول مدينة القاهرة، في عصر المماليك والفاطميين، والتي كانت تقفل أبوبها ليلاً، بسبب ما يعرف عن هذا الثمر من تلف سريع، ومع مرور الوقت أطلق المصريون على كل ما هو سريع، وغير متقن، وخارج عن القانون “كوسة”. .
وتحت عنوان “الفساد: غزو آخر للكويت”، ذكر تقرير صادر عن مؤسسة “كارينغي” للسلام الدولي، أن الواسطة تنتشر علي نطاق واسع في المنظومة العامة بالكويت، اذ يعتبر الكويتيين هم أكثر من ذكر الواسطة بين شعوب الخليج كشرط مسبق للحصول على وظيفة، فيما احتلوا المرتبة الثالثة في هذا المجال بين شعوب الشرق الأوسط، بحسب صندوق النقد الدولي..
وصرح 17% من المواطنين العرب بأن الفساد هو أهم تحد يواجه بلدانهم، في حين ذكره 19% في المرتبة الثانية على قائمة أهم الأسباب، وفق استطلاع راي لـ “الباروميتر العربي”،وهي شبكة بحثية مستقلة، ومن ناحية أخرى، يعتبر الفساد في كل من العراق والكويت قضية أكثر إلحاحاً من الظروف الاقتصادية، حيث وصفه 32% من العراقيين و 42% من الكويتيين باعتباره التحدي الأهم.
.