صورة مشرفة للمصريين بالخارج
مشهد المصريين فى الخارج يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن الشعب المصرى يتمتع بكياسة وفطنة ووعى سياسى منقطع النظير، فهذا الإقبال الشديد والمتزايد على صناديق الانتخابات فى مقار القنصليات والسفارات والبعثات الدبلوماسية فى مائة وواحد وعشرين دولة يؤكد هذا الوعى السياسى المنقطع النظير الذى يتمتع به المصريون سواء فى الداخل أو الخارج، فالمشهد الرائع أمام صناديق الانتخابات بالخارج، يصدر صورة رائعة للشعب المصرى العظيم الذى يؤكد حرصه الشديد على ممارسة حقه الدستورى والقانونى فى هذا الاستحقاق السياسى الأهم الذى تشهده مصر حالياً، ويؤكد أيضاً إصرار المصريين على تفعيل الحياة السياسية والحزبية فى إطار هذه الديمقراطية الجديدة بالبلاد، خاصة فى ظل وجود أربعة مرشحين فى السباق الرئاسى ولأول مرة فى الانتخابات منذ ثورة 1952 حتى الآن.
كعادة المصريين يسطرون صفحات رائعة فى حب الوطن، ويعرفون التزاماتهم الدستورية ويؤدونها كما ينبغى أن تكون، وإلا ما كنا شهدنا كل هذا الإقبال الشديد من المصريين بالخارج، وتوافدهم على صناديق الاقتراع لاختيار من يرغبون أن يكون رئيساً للجمهورية خلال الست سنوات القادمة، ما يعنى الحرص الشديد على تفعيل حقهم الدستورى فى ظل انتخابات نزيهة لا يشوبها أى شائبة. والحقيقة أن المصريين بالخارج يسطرون مشهداً ديمقراطياً رائعاً بهذا السلوك الحضارى، والعالم كله يرقب أفعالهم وتصرفاتهم، وكل دولة سواء كانت عربية أو غربية يصوت فيها المصريون ترقب هذه الانتخابات، ويكفى أن نقول إن مشهد المصريين يصدر صورة مصر الجديدة بالخارج والتى انطلقت منذ ثورة 30 يونيو 2013، والتى قضت تماماً على كل أشكال التزييف والتزوير واللعب بأصوات الناخبين. كما كان يحدث فى الماضى قبل الثورة العظيمة.
إن هذه الانتخابات خاصة فى الخارج، تعكس تماماً مدى قوة مصر القادرة على قهر المستحيل، والدنيا كلها تعرف الآن أن مصر باتت دولة ذات مؤسسات، ويتمتع فيها المواطن بالحرية الكاملة والديمقراطية السليمة الصحيحة، إضافة إلى احترام حقوق المواطن كاملة، وبالتالى شهدنا هذا الإقبال الواسع من المصريين للإدلاء بأصواتهم فى هذا الاستحقاق السياسى الأهم الذى تشهده مصر حالياً، ثم إن هذه المشاركة الإيجابية من المواطنين تعنى الثقة الكاملة فى سلامة ونزاهة العملية الانتخابية التى تجرى فى شفافية بالغة، فكل مصرى بات يضمن صوته كما يريد لأى من المرشحين الأربعة فى السباق الرئاسى.. وخلاصة الأمر فإن حرص المصريين بالخارج بهذا الشكل يعكس مدى إيمانهم الشديد بالاطمئنان لهذه الانتخابات، وإذا كان هذا يحدث فى أول أيام التصويت، فسنجد الإقبال يتزايد إن شاء الله فى اليومين التاليين، وسيكون المشهد مشرفاً فى عمليات التصويت بالداخل التى تجرى أيام 10 و11 و12 ديسمبر الحالى.