إبراهيم النجار يكتب: هل تتجه الحرب جنوبا؟
مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثالث، يواصل الكيان عدوانه الغاشم والمتواصل وغير المسبوق على القطاع، مع إخفاقه في إحراز أي انتصار عسكري يذكر، يحسم المعركة، بل إن الضغوط تتزايد وتنقلب على نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، مع تصاعد وتيرة احتجاجات ذوي الأسري.
محرقة إسرائيلية، في خان يونس، على وقع اشتباكات ضارية مع المقاومة، فأي مسار تسلكه معركة الجنوب؟ أيام الشمال تتكرر جنوبا، مجازر يصعب على الطواقم الصحية والصحفية إحصاءها.
الأحزمة النارية عنوان المرحلة، بعينين معصوبتين ويدين رخوتين على الزناد، يسير الجيش الإسرائيلي، بين تضاريس قطاع غزة، فاستراتيجيته ليست واضحة، فإذا كان قد فشل شمالا في إقناع العالم بالوصول إلى مركز قيادة حركة حماس، في مستشفى الشفاء، فإنه اليوم يروج للهدف نفسه جنوبا. عينه علي خان يونس، المحافظة الجنوبية، التي تضم كثافة سكانية عالية، يمطرها بالنار ويملأها بحمامات الدم. بحثا عن إبرة نصر في كوم هزائم.
هكذا يبدو المشهد، شهداء بالعشرات وجرحى لا أسرة لهم ولا علاج، يطارد القهر الأطفال أكثر من غيرهم، في قطاع يضم نحو مليون طفل، بحسب اليونيسيف.
ليس بعيدا جدا، كان وسط قطاع غزة وشماله، يكتويان أيضا بنار العدوان.
ضحايا ينقلون بالجملة عبر ما تيسر من وسائل نقل تقليدية إلي المستشفيات، لكن فائض القهر لا يكتم أصوات الصمود، يقينا تزرعه ميادين القتال في قطاع غزة.
هنا في خان يونس، غيض من فيض، مشاهد البأس التي يكتبها المقاومون الملتحمون بجيش الاحتلال، على امتداد محاور القتال.
مقاومون لم تعجزهم أحزمة النار الإسرائيلية عن الاستمرار في دك المستوطنات بالصواريخ وصولا إلى عسقلان وتل أبيب، فلماذا هذه الشراسة من قبل الكيان في الوصول إلى خان يونس، مع تعثر هجومه شمالا؟ وهل تسعى تل أبيب إلى فرض مخطط التهجير بالدم، بعد عجزها عن تحقيقه بالسياسة؟