لماذا لن تقوم قائمة جديدة لجماعة الإخوان ؟ .. نظرة محايدة عن قرب لتصدعات الداخل ( 1/ 7 )
مع التداعي المتوالي لفروع تنظيم الاخوان حول العالم يبدو لمن ينظر نظرة محايدة عن قرب لما حدث ويحدث ( وسوف يحدث للجماعة ) أنه لن تقوم لها قائمة في المستقبل لا القريب ولا البعيد ، وعلى الرغم من الإدعاءات التي تحاول الجماعة التمسك بيها وإطفاء طابع المظلومية على أوضاعها الحالية، إلا أن أى تحليل من الداخل للجماعة يظهر أن مشكلتها تنبع من الداخل وليس من الخارج
فمع الأخذ في الاعتبار كل الظروف الموضوعية التي أحاطت بسقوط المشروع السياسي للجماعة، فإن المحصلة الإجمالية تظهر في التحليل النهائي ان جماعة الإخوان سقطت في نهاية المطاف بسبب إخفاقاتها السياسية والأيديولوجية والتنظيمية. فلا يمكن أبدا إغفال أن الافتقار إلى الإجماع السياسي في المجتمع المصري، إلى جانب عدم رغبة جماعة الإخوان في الخضوع لعملية تحول إيديولوجي وتنظيمي، هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى تقويض الإمكانات الديمقراطية للجماعة.
جماعة الإخوان المسلمين غير قادرة على التكيف تنظيميا
فمن الناحية التنظيمية، كانت جماعة الإخوان المسلمين غير قادرة على التكيف. لقد منعها هيكلها الهرمي الصارم من الاستجابة بنجاح للتغيرات المجتمعية السريعة. وفي نفس الوقت فإن إن محاولات جماعة الإخوان لمنع حدوث تفكك تنظيمي بين صفوفها تسبب في نهاية المطاف لأن يغادر صفوف الجماعة ليس الموهوبين من قواعدها فحسب، بل وأن يخرج عنها عدد لا يستهان به من القيادات التقليدية للجماعة بل وبعض القيادات التاريخية لها .
عدم قدرة جماعة الإخوان على استرضاء الدولة القديمة القوية
وفي كل الأحوال فلم يكن فقط عدم قابلية استمرار جماعة الإخوان للعب دور في المجتمع العاب بسبب عدم قدرتها على استرضاء الدولة القديمة القوية أو كسب تأييد النخب الحاسمة وغيرها من الجهات الفاعلة السياسية، ولكن في نفس الوقت فقد أدى الخواء الإيديولوجي والانتهازية إلى تقويض ادعاءات جماعة الإخوان المسلمين بمشروع 'مشروع ديمقراطي إسلامي'، كما أدى العجز البنيوي الذي تعاني منه الجماعة إلى فقدان الثقة فيها على نطاق واسع.
وعلى أرض الواقع فقد أخطأت جماعة الإخوان في قراءة المشهد العام في معظم المجتمعات التي سمح لها الظروف بأن تستمر في النمو فيها، وعلى سبيل المثال ففي الحالة المصرية كان الخطأ الذي وقعت فيه الجماعة هى أنها تحركت نحو الهيمنة السياسية بسرعة كبيرة، وفي سياق هذه الحركة السريعة ارتكبت قيادة الجماعة سلسلة من الأخطاء التكتيكية في أدت في نهاية المطاف لتفكيك قاعدة الجماعة بعد أن فشلت هذه القاعدة في استرضاء قطاع كبير من الجماهير في وقت كانت الجماعة في قمة هرم السلطة نظريا في مصر ، وما حدث بعد ذلك أن النخب السياسية العلمانية وجدت فرصة لحشد جزء لا يستهان به من الشارع لدعم عملية استبعاد كاملة لجماعة الإخوان من السلطة السياسية وحتى من العمل الاجتماعي العام .