الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بتذكار القدّيس النبي صفنيا
تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار القدّيس النبي صفنيا، وعاش النبيّ صَفنْيا في أواخر القرن السابع قبل المسيح. ومن نبوءآته اندثار مملكة إسرائيل، وخراب أورشليم، ورجوع الأمم الوثنيّة إلى الله وهلاك الخاطئين، ومجد الصدّيقين، والدينونة العامة.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: حين سمع الضجّة التي كانت تحدثها الجموع، سأل الأعمى: "ما هذا؟" فأخبروه بأنّ يسوع الناصري كان يمرّ من هناك. عندها، اتّقدَت نفسه إيمانًا بالمسيح وأخذ يصيح: " رُحماكَ يا يَسوعَ ٱبنَ داوُد!" أنت المتوقّف على جانب طريق الحياة القصير جدًّا، ألا ترغب أنت أيضًا في الصياح؟ أنت الذي ينقصك النور وتحتاج إلى نِعَم جديدة لتقرّر أن تبحث عن القداسة، ألا تشعر بالحاجة الملحّة إلى أن تصرخ: "رُحماكَ يا يَسوعَ ٱبنَ داوُد!"؟ صلاة قصيرة وحارّة يجب تلاوتها باستمرار!
أنصحكم بالتأمّل ببطء في اللحظات التي سبقت هذه المعجزة، لكي تنطبع هذه الفكرة الواضحة جدًّا في أنفسكم: يا للفرق بين قلب الرّب يسوع الرحوم وقلوبنا المسكينة! ستساعدكم هذه الفكرة باستمرار، خاصّة ساعة المِحَن والتجارب، وأيضًا ساعة الاضطرار إلى الاستجابة لمتطلّبات الحياة اليوميّة المتواضعة، وساعة البطولة. فقد "انتهر كثيرون الأعمى ليسكت". أنت أيضًا، حين تشعر بأنّ الرّب يسوع يمرّ بالقرب منك، يخفق قلبك أكثر وتبدأ بالصّراخ نتيجة إصابتك باضطراب عميق. لكنّ أصدقاءك وعاداتك ورفاهيّتك ومحيطك ينصحوك بأن تصمت وبألاّ تصرخ: "لماذا تنادي يسوع؟ لا تزعجه!"
ذاك الأعمى التعيس لم يصغِ إليهم؛ بل على العكس، صاح بصوت أعلى: "رُحماكَ يا يَسوعَ ٱبنَ داوُد!" والربّ الذي كان قد سمعه منذ البداية، تركه يتابع صلاته. وهذا الأمر ينطبق أيضًا عليك. إنّ الرّب يسوع يسمع في الحال نداء نفسنا، لكنّه ينتظر. هو يريدنا أن نكون مقتنعين تمامًا بأنّنا نحتاج إليه. هو يريد أن نتضرّع إليه بإصرار، كما فعل ذاك الأعمى على جانب الطريق. وكما قال القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "فلنَتمثّل به. حتّى لو لم يمنحنا الربّ على الفور ما نطلبه منه، وحتّى لو حاولت الجماهير أن تلهينا عن صلاتنا، علينا ألاّ نكفّ عن التضرّع إليه".